هل حسمتها نواكشوط؟ تفاصيل الاستقبال الذي ضيَّق الخناق على البوليساريو! ـ صور

نواكشوط تقترب من حسم موقفها اتجاه البوليساريو الانفصالية مختارات نواكشوط تقترب من حسم موقفها اتجاه البوليساريو الانفصالية

استقبال موريتانيا لوفد البوليساريو دون علمهم "رسالة سياسية" قوية. يعتبر المقال ذلك تحولاً يكسر حياد نواكشوط، ويتوافق مع التوجهات الدولية الداعمة للمغرب في قضية الصحراء. يمثل هذا الموقف مكسباً للمغرب، ويُضيق الخناق على البوليساريو، ويعزز الاصطفاف الإقليمي لصالح الحلول الواقعية.

شهدت العاصمة الموريتانية، نواكشوط، مؤخراً تطوراً دبلوماسياً لافتاً تمثل في استقبال الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، لوفد من جبهة البوليساريو الانفصالية، الحدث لم يكن في الاستقبال بحد ذاته، بل في التفصيل البروتوكولي الغائب: الوفد استُقبل دون وضع ما يُسمى “علم” أو “خرقة” الانفصال (علم البوليساريو) في مكان اللقاء الرسمي.

وهذا ليس مجرد تفصيل بروتوكولي عابر، بل هو “رسالة سياسية مدوية” من نواكشوط.

تحليل دلالات التحول الموريتاني:

  1. كسر “الحياد” المُعلن: لطالما اختبأت موريتانيا خلف شعار “الحياد السلبي” في قضية الصحراء المغربية. لكن غياب علم الكيان الانفصالي في لقاء رسمي يمثل خطوة عملية في اتجاه إضفاء طابع غير رسمي/غير دولة على الجبهة في الأوساط الموريتانية العليا.
  2. التكيُّف مع الواقعية الدولية: يرى التحليل أن هذا التحرك يأتي مباشرة بعد القرار الأممي الأخير الذي يُعتبر حاسماً في ترسيخ مسار الحل السياسي لصالح مغربية الصحراء (في إشارة إلى التأكيد على الحل الواقعي والعملي). موريتانيا، التي تُدرك مصالحها جيداً، تبدو وكأنها تُعلن تكيُّفها مع الواقعية الإقليمية والدولية الجديدة.
  3. رسالة قوية ضد “عبث الخرائط”: يمكن تفسير الموقف الموريتاني على أنه إشارة للعالم بأنّ “زمن العبث بخرائط المنطقة قد انتهى”، وأنّ “الصحراء الغربية مغربية” هو الواقع الذي يجب التعامل معه، وأنّ وجود كيانات وهمية لم يعد مقبولاً أو ممكناً.
اسقبال الرئيس الموريتاني للبوليساريو الانفصالية بدون “خرقة”

ماذا يعني هذا المستجد للمغرب؟

هذا التحول، إن تأكد استمراره وتعميقه، يمثل مكسباً استراتيجياً ودبلوماسياً كبيراً للمملكة المغربية:

  • إنهاء العزلة الجغرافية/السياسية: موريتانيا هي الجار الجنوبي للمغرب، وأي خطوة تتجه نحو التخلي عن مساواة البوليساريو بالدولة تُضيِّق الخناق السياسي والجغرافي على الجبهة بشكل حاسم.
  • تفكيك آخر معاقل الدعم: بالرغم من حياد موريتانيا، كانت الجبهة تستغل هذا الحياد. أي تراجع في الاعتراف الضمني أو البروتوكولي يعني بداية تفكيك أوهام الانفصال في محيطها القريب.
  • تعزيز الاصطفاف الإفريقي-العربي: يُنظر إلى هذا التحرك على أنه مؤشر على “بداية اصطفاف عربي إفريقي جديد” ينحاز للشرعية والحلول الواقعية، مما يعزز موقف المغرب داخل الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.
  • تأكيد النفوذ والمصالح: هذا الموقف يعكس إدراك نواكشوط بأن مصلحتها الحقيقية تكمن في الاستقرار والتعاون مع جارتها الشمالية (المغرب)، خاصة في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية المشتركة.

باختصار، نواكشوط أرسلت “أقوى رسالة بلا كلمات”: لا مكان لرمزية الانفصال فوق أرض موريتانيا، في تماشٍ متزايد مع الموقف المغربي.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً