المغرب على موعد مع انقلاب جذري في الطقس: تفاصيل العودة القوية للأمطار والأجواء الباردة

طقس المغرب طقس وبيئة طقس المغرب


بعد فترة من الاستقرار النسبي ودرجات حرارة فاقت المعدلات الموسمية في العديد من الأقاليم، يتهيأ المشهد الجوي في المغرب لتغير جذري وملموس. وكما هي عادة الطبيعة في شهر دجنبر، فإنها تبعث برسائلها الواضحة التي تنبئ بعودة الشتاء الحقيقي.

هذا الأسبوع، وخاصة مع بداية منتصفه، لن يكون مجرد تذبذب عابر، بل هو إعلان رسمي عن بداية مرحلة “الارتجاع الشتوي” الذي طال انتظاره من قبل الفلاحين والمواطنين على حد سواء.

جوهر التغيير: الأربعاء… موعد الانخفاض الكبير

تشير المعطيات الجوية الأخيرة إلى أن يوم الأربعاء القادم (10 دجنبر) سيكون نقطة تحول مفصلية على مستوى المملكة. النماذج المناخية المتفق عليها تُظهر أن المغرب سيكون على موعد مع انخفاض كبير ومفاجئ في درجات الحرارة، لتعلن بذلك الأجواء الباردة عودتها الصارمة.

ولم يقتصر الأمر على البرودة وحسب، بل تترافق هذه الكتلة الهوائية مع عودة قوية ومبشرة لـ الأمطار والأجواء المضطربة. ففي كثير من المناطق، خاصةً تلك الواقعة شمال ووسط المملكة، تتجاوز احتمالية هطول الأمطار حاجز 80% بإذن الله. هذه النسبة العالية تعكس عمق وقوة المنخفض الجوي القادم، وتنذر بضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة من طرف الجميع.

انخفاض في درجات الحرارة/ المصدر:meteo-compare

سيناريو “القطرة الباردة” المعقد (تحليل الخريطة)

بالنظر إلى خريطة الضغط الجوي المتقدمة (النموذج الأوروبي ECMWF)، يتضح السر وراء هذا التغير الجذري. فالمشهد الجوي لا يُظهر منخفضاً عادياً، بل يتجسد في سيناريو “تسلل القطرة الباردة” (Cut-off Low).

كما تُظهر الخريطة المرفقة (يوم السبت 13/12)، هناك تسلل حاسم لكتلة هوائية باردة ذات ضغط منخفض (المناطق المظللة باللون الأزرق وقيم الضغط حول 1012 هكتوباسكال) قادمة من الشمال الأطلسي (الاتجاه الذي يشير إليه السهم الأصفر).

اللحظة الحاسمة هنا هي أن هذا المنخفض سيتعرض لـ “إغلاق الباب من الخلف” (كما يظهر من قيم الضغط المرتفع حول 1033 هكتوباسكال فوق الشمال الأفريقي والأطلسي الجنوبي)، مما يفصله عن التيار الغربي الرئيسي. هذا الانفصال يؤدي إلى حبس الكتلة الباردة فوق المغرب وجواره الأيبيري، لتصبح ما يُعرف بـ “القطرة الباردة المعزولة”.

هذه الظاهرة تحديداً هي ما “يشيب النماذج” (تثير ارتباكاً وتغيراً في توقعات النماذج) نظراً لحركتها المتقلبة وغير المنتظمة. فبدلاً من التحرك السريع شرقاً، تتصرف هذه القطرة الباردة بعناد، وقد تستمر في الدوران حول المنطقة لأيام، لتضمن استمرار الأجواء المضطربة والباردة وهطول الأمطار، بما في ذلك التساقطات الثلجية على الجبال، لفترة أطول مما هو متوقع في الظروف العادية. هذا الوضع التقني يزيد من قوة الأمطار وتعميمها.

القطرة الباردة كما تظهر في خريطة الطقس

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً