النظام الجزائري يواجه حالة مرضية بسبب “القفطان المغربي”

النظام الجزائري والقفطان المغربي آراء النظام الجزائري والقفطان المغربي

إن محاولات النظام الجزائري المتكررة للقفز على الحقائق وإنكارها لم تعد تثير الدهشة، بل باتت تشخص حالة مرضية مزمنة: مرض إنكار الواقع. وبينما العالم يقر بالأصالة والجذور، يختار هذا النظام الانعزال في خيالاته، وآخر فصول هذه القصة هو الجدل المفتعل حول أصالة القفطان المغربي.

النظام الجزائري: محاولات يائسة لصناعة الوهم

من حين لآخر، يُفاجئنا النظام الجزائري ببلاغات احتفالية غريبة، تُعلن عن “انتصارات دبلوماسية” لا وجود لها إلا في مخيلته ووسائله الإعلامية الموجهة. النسخة الأخيرة من هذا المسلسل هي محاولة يائسة لإقناع الرأي العام بأن منظمة اليونسكو قد اعترفت بـ “قفطان جزائري” ضمن التراث العالمي.

لكن الحقيقة الساطعة، والموثقة بالبراهين والأدلة، لا تحتاج إلى ترويج أو تجميل. ففي يوم الأربعاء 10 دجنبر، أدرجت اليونسكو القفطان المغربي ضمن القائمة التمثيلية الرسمية للتراث الإنساني اللامادي، في اعتراف دولي صريح بأصالة هذا الزي المغربي العريق وعبقريته الفنية. إنه اعتراف بالجهد الكبير الذي يبذله المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، في صون التراث الوطني والحفاظ عليه. هذا هو الواقع، وهذه هي الوثيقة الرسمية التي لا تقبل التأويل.

عندما يفشل الإنجاز.. تُصنع الرواية البديلة

ومع ذلك، يصر النظام الجزائري على إصدار بلاغات “النصر الوهمي”، ويُروّج لرواية لا تتطابق لا مع قرارات اليونسكو، ولا مع التاريخ، ولا مع التراث المشترك.

السؤال الذي يطرح نفسه بحدة: لماذا هذا الإصرار؟

الجواب بسيط ومباشر: عندما تفشل في صناعة الإنجاز، تلتجئ لصناعة الوهم. وهذا بالضبط ما نشهده اليوم.

القفطان ليس مجرد قطعة لباس؛ إنه جزء أصيل من الهوية المغربية ومن الذاكرة الجماعية للمغاربة. إنه نمط عيش، وفن عريق متجذر في قرون من الإبداع في الصناعة التقليدية المغربية.

المغرب تقدم بملف كامل، شفاف، ومحترم للمعايير الدولية. اليونسكو وثّقت، والعالم اعترف. أما الطرف الآخر، فقد اختار مسار الرواية البديلة لإنقاذ ماء الوجه داخليًا، في محاولة لتغطية الفراغ الثقافي والإخفاقات المتراكمة.

قوة المغرب الثقافية: منظومة حضارية لا تقبل التشكيك

إن المرض الحقيقي الذي يعاني منه النظام الجزائري هو الإصرار على إنكار الواقع؛ الواقع الذي يراه العالم بأسره، والواقع الذي تصنعه الوثيقة الرسمية الدولية، وليس البلاغ السياسي الأجوف.

والشيء الذي يجب على جيراننا في الجزائر أن يعوه جيدًا هو أن قوة المغرب الثقافية ليست مجرد “لباس” يمكن سرقته أو الادعاء بملكيته. هي منظومة حضارية كاملة، تتجسد في التاريخ، والفن، والمعمار، ونمط العيش المتفرد.

وعندما تعترف بهذه المنظومة الأمم المتحدة، مُمثلة في اليونسكو، لا يتبقى أي مجال للتشكيك، ولا للمحاولات البائسة للركوب على الإنجازات المغربية، ولا لبناء قصور من الرمل فوق الشاطئ.

القفطان مغربي، واليونسكو قالت الكلمة الحاسمة. والبقية مجرد ضجيج إعلامي وسياسي لا يغير شيئًا من الحقيقة الراسخة.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً