الجزائر تُسوّق بياناً مُحرّفاً… وسلوفاكيا تُسقط الرواية من براتيسلافا

وزير خارجية الجزائر رفقة وزير سلوفاكيا مختارات وزير خارجية الجزائر رفقة وزير سلوفاكيا

عاد الجدل حول محاولات الجزائر ترويج مواقف أوروبية “مصطنعة” بخصوص ملف الصحراء المغربية، بعدما سارعت الدبلوماسية الجزائرية إلى تقديم إعلان مشترك مع سلوفاكيا باعتباره دعماً أوروبياً جديداً لخيار “تقرير المصير”. غير أنّ رد براتيسلافا الرسمي كشف سريعاً حقيقة هذا الادعاء، وأظهر أن ما وقع ليس تحولاً سياسياً، بل مجرّد محاولة لقراءة النصوص بما يخدم رواية داخلية لا أكثر.

ما الذي روّجت له الجزائر؟

في الساعات التي تلت نشر الإعلان المشترك، قدّمت وسائل الإعلام الجزائرية الوثيقة بوصفها “مكسباً دبلوماسياً”، مُدعية أنّ سلوفاكيا انضمت إلى الأصوات الأوروبية الداعية لخيار “تقرير المصير”.

هذا الخطاب جاء في سياق سعي قصر “المرادية” إلى الالتفاف على قرار مجلس الأمن الأخير تحت رقم 2797، الذي كرّس من جديد مقترح الحكم الذاتي المغربي باعتباره أساساً جدياً وذا مصداقية لحل النزاع.

تفنيد سلوفاكي يُسقط الادعاء

الخارجية السلوفاكية لم تتأخر في إصدار بيان رسمي واضح، خالٍ بشكل كامل من أي إشارة لقضية الصحراء.
وبذلك، قطعت براتيسلافا الشك باليقين:
لا تغيير في موقف سلوفاكيا، ولا دعم لخطاب “تقرير المصير”.
البيان لم يتضمن سوى عناصر التعاون التقليدي بين البلدين، دون أي مضمون سياسي يخدم الرواية الجزائرية.

قراءة في خلفيات التحريف

الحادث يندرج ضمن سلسلة محاولات تسعى من خلالها الجزائر إلى تضخيم أي تواصل أوروبي—ولو كان روتينياً—وتقديمه على أنه اختراق دبلوماسي.
لكن الواقع السياسي الأوروبي واضح:
التعاون الاقتصادي، خصوصاً في مجال الطاقة، لا يعني إطلاقاً تغيير المواقف الاستراتيجية للدول الأعضاء داخل الاتحاد الأوروبي، ولا التراجع عن دعم المسار الأممي المبني على الحكم الذاتي المغربي.

لماذا لم تُجْدِ ورقة الغاز؟

لوّحت الجزائر أكثر من مرة بأن موقعها كمصدر للطاقة قد يمنحها وزناً إضافياً في المواقف الأوروبية.
لكن هذا الرهان لم يتحقق:
الدول الأوروبية تفصل بين منطق المصالح الاقتصادية وبين تحديد مواقفها السياسية، خصوصاً في القضايا المرتبطة بالشرعية الدولية.
وبالتالي، لم ينجح خطاب الجزائر في تحويل التعاون الطاقي مع سلوفاكيا إلى مكسب سياسي.

الدبلوماسية تُقاس بما يُنشر رسمياً

القواعد واضحة في العلاقات الدولية:
الوثيقة المعتمدة هي ما يعلن رسمياً من الطرفين، وليس ما يُعاد صياغته أو ترويجه داخلياً.
وما نشرته براتيسلافا كان كافياً لإسقاط كل الرواية الجزائرية، وإظهار الفارق بين الخطاب الدعائي والوقائع الدبلوماسية الحقيقية.

ومرة أخرى، يتأكد أن قضية الصحراء المغربية تستند إلى دعم دولي مستقر، وأن محاولة خلق “اختراقات وهمية” لا تغيّر شيئاً في المواقف الأوروبية.
أما الحدث الأخير، فكان نموذجاً على كيف يسقط خبر مُفبرك حين يصطدم ببيان رسمي واضح، صادر من العاصمة المعنية نفسها.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً