كأس إفريقيا.. كيف تحوّل مجسم البطولة من حلم إفريقي إلى رمز كروي عالمي قبل نسخة المغرب 2025؟

كأس إفريقيا رياضة كأس إفريقيا

مجسم واحد… وذاكرة قارة بأكملها

بينما يستعد المغرب لاحتضان النسخة الـ35 من كأس إفريقيا خلال الفترة الممتدة من 21 دجنبر 2025 إلى 18 يناير 2026، لا ينصبّ الاهتمام فقط على الملاعب، والمنتخبات، والنجوم، بل يمتد إلى رمز صامت رافق كل هذه التحولات: مجسم كأس البطولة.

هذا الكأس لم يكن يومًا مجرد قطعة فنية، بل وثيقة بصرية تختزل مسار قارة كاملة، تحوّلت فيها كرة القدم من أداة تعبير سياسي وثقافي إلى صناعة رياضية عالمية.

1957: حين كان الكأس أكبر من كرة القدم

انطلقت كأس إفريقيا سنة 1957 في السودان، بمشاركة أربعة منتخبات فقط، في سياق تاريخي كانت فيه الدول الإفريقية حديثة العهد بالاستقلال. وقد حمل المجسم الأول اسم عبد العزيز عبد الله سالم، أول رئيس للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، في إشارة واضحة إلى البعد الرمزي للبطولة.

آنذاك، لم تكن “الكان” مسابقة ترفيهية، بل رسالة وجود، ووسيلة لإثبات الحضور الإفريقي على الساحة الدولية.

غانا… المجد الذي لم يكتمل

اعتمدت “الكاف” في بداياتها عرفًا يقضي بمنح الكأس نهائيًا للمنتخب الذي يتوج بها ثلاث مرات. وكان منتخب غانا أول من بلغ هذا الإنجاز بعد ألقابه أعوام 1963 و1965 و1978، ليحتفظ بـكأس سالم عقب تتويجه التاريخي في أكرا.

غير أن هذا المجد لم يخلُ من الأسى، إذ تعرض الكأس الأصلي لاحقًا للسرقة من مقر الاتحاد الغاني لكرة القدم، ولم يُعثر عليه إلى اليوم، ليظل اختفاؤه أحد أكثر الأحداث غموضًا في تاريخ الكرة الإفريقية.

كأس الوحدة الإفريقية: بداية العصر الحديث

مع توسع المنافسة ودخول البطولة مرحلة جديدة خلال الثمانينيات والتسعينيات، اعتمدت “الكاف” مجسم كأس الوحدة الإفريقية، في مرحلة تميزت بانتشار النقل التلفزيوني، وبروز الاحتراف، وتحوّل “الكان” إلى حدث جماهيري واسع.

في هذه الحقبة، أصبحت البطولة أكثر تنظيمًا، وأكثر جذبًا للرعاة والإعلام، وبدأت تفرض نفسها ضمن الروزنامة الدولية.

الكاميرون… إسدال الستار على حقبة كاملة

كما فعلت غانا سابقًا، نجح منتخب الكاميرون في التتويج بالكأس ثلاث مرات (1984، 1988، 2000)، ليحتفظ بها نهائيًا بعد لقبه في لاغوس، مسدلًا الستار على مرحلة كاملة من تاريخ المسابقة، ومؤكدًا هيمنة “الأسود غير المروضة” في تلك الفترة.

2002: الكأس الذي غيّر صورة البطولة

في نهائيات مالي 2002، كشفت “الكاف” عن المجسم الحالي، من تصميم شركة إيطالية، يتميز بكرة ذهبية، وأغصان الغار، وقاعدة مخروطية أنيقة، في مظهر عصري يسهل التعرف عليه من الوهلة الأولى.

لم يكن هذا التغيير شكليًا فقط، بل خطوة استراتيجية قرّبت كأس إفريقيا من المعايير البصرية للتظاهرات الكروية الكبرى، مثل كأس العالم ودوري أبطال أوروبا.

قرار الحسم: الكأس ملك دائم للكاف

مع مطلع الألفية الثالثة، أدركت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أن منح الكأس نهائيًا يضر بالاستمرارية البصرية ويكلفها أعباء إضافية. ومنذ 2002، أصبح الكأس الأصلي ملكًا دائمًا لـ”الكاف”.

يرفعه المنتخب المتوج خلال فترة حمله للقب، ثم يعيده، مقابل منحه نسخة رسمية منقوشة، فيما يتم تسجيل اسم كل بطل جديد على قاعدة الكأس الأصلي في سجل تاريخي متواصل.

من رمز بسيط إلى أيقونة قارية

منذ النسخة الأولى إلى اليوم، ظل مجسم كأس إفريقيا محط أنظار وطموحات المنتخبات، ورمزًا للريادة الإفريقية، ودليلًا على تطور كرة القدم داخل القارة.

ومع اقتراب كان المغرب 2025، يعود هذا الكأس ليقف في قلب المشهد، شاهدًا على ماضٍ غني، وحاملًا لطموحات قارة تتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا.

محطات مفصلية في تاريخ كأس إفريقيا

  • 1957: إطلاق البطولة واعتماد كأس سالم
  • 1978: غانا تحتفظ بالكأس الأولى بعد ثلاث تتويجات
  • 1980: اعتماد كأس الوحدة الإفريقية
  • 2000: الكاميرون تحتفظ بالكأس الثانية
  • 2002: تقديم الكأس الحالي
  • 2006 – 2010: ثلاثية تاريخية لمصر مع منحها نسخة رسمية
  • منذ 2010: الكأس الأصلي يبقى ملكًا لـ”الكاف”

  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً