في زمن يتطلع فيه القارئ والمواطن إلى لمسة وحدة وسلام، خصوصاً عبر منصات يفترض أن تكون محايدة كـ الرياضة، نُصدم مجدداً بتكتيكات مكشوفة تثبت أن البعض (الجزائر) لم يستوعب بعد درس التاريخ والجغرافيا، ولا درس الروح الرياضية.
ما أقدم عليه الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بنشره خريطة مبتورة للمملكة المغربية، ليس مجرد “خطأ إداري عابر”. إنه، بكل وضوح، مناورة سياسية خبيثة ومقحمة عن سبق إصرار في تقرير رياضي كان يفترض أن يرفع شعار “الوحدة الإفريقية”، لا أن يزرع بذور التفرقة والاستفزاز.

الاستفزاز الرخيص في وثيقة رسمية
نشر خريطة مغربية “ناقصة” في وثيقة رسمية مرتبطة بملف استضافة كأس أمم إفريقيا 2025 هو تصرف عدائي يضرب في الصميم مبدأ حياد الرياضة. والأخطر، أنه يتجاهل عمداً وبشكل وقح:
- قرارات مجلس الأمن الواضحة حول الصحراء المغربية والمسار الأممي الجاد والواقعي.
- الزخم الدولي المتزايد والغير مسبوق الداعم لسيادة المغرب الكاملة على صحرائه، بافتتاح القنصليات والاعترافات المتوالية.
- التحولات الدبلوماسية الأخيرة التي أربكت حسابات من يعيشون على وهم الانفصال، وأثبتت أن “الزمن” ليس في صالحهم.
إن استخدام ملف رياضي بهذه الأهمية كمنصة لتصفية حسابات سياسية فاشلة هو إفلاس حقيقي للخطاب السياسي المعادي لوحدتنا الترابية. حين تعجز الحجة، تُستعمل الخرائط!
الشعب أرقى من السياسة المأزومة
الأخطر من اللعبة السياسية، هو أن هذا السلوك المؤسساتي يُغذي الاحتقان غير المبرر بين الشعوب، ويزرع الفتنة بين جماهير لطالما أثبتت في المحكات الكبرى أنها أرقى وأوعى.
من منا ينسى المشاهد الأخوية التي جمعت جماهيرنا في كأس العرب بقطر، أو في مناسبات كروية أخرى، حيث كانت الأعلام المغربية والجزائرية جنباً إلى جنب؟ تلك الروح هي التي يجب أن تُعززها الهيئات الرياضية، لا أن تُسممها بـ “الاستفزاز الرخيص”. الشعب، دائماً، يتجاوز السياسة المأزومة.
سيادة لا تحتاج لإذن أو خريطة مزورة
رسالتنا كـ مغاربة واضحة وثابتة: المغرب لا يحتاج خرائط مزورة ليُثبت سيادته، ولا شعارات مستهلكة ليُدافع عن وحدته الترابية.
تاريخه العريق، شرعيته الوطنية والدولية، وإجماع شعبه، ودعم العالم المتزايد له… كلها عوامل أقوى وأرسخ من أي وثيقة مبتورة أو أي صورة “ناقصة”. الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه، وهذه حقيقة لا يمكن لأي خط سياسي أن يمحوها.
كأس أمم إفريقيا 2025 يجب أن تكون عرساً إفريقياً يجمعنا على التنافس الشريف، لا ساحة لتصفية عقد سياسية قديمة وفاشلة. فلتكن كرة القدم سبباً في التآخي لا التخندق.

التعاليق (1)
مهما فعل المسؤولون الكراغلة فإن الشعب الجزائري أصبح واع باللعبة العسكرية وباهدافها ولا بد انهم يسمعون ويقرأون عن حياة الشعوب المجاورة فيشار بالحزن ، لذلك هو يكن لحكامه اكبر العداء ولكن الله يجيب اللي يفهم هذا الشعب المقهور