البوليساريو في الحلقة المفرغة: لماذا انتهى مشروع لم يعد يقنع أحدًا؟

زعيم البوليساريو آراء زعيم البوليساريو

حين تنتقل البوليساريومن محطة إلى أخرى بحثًا عن دعم سياسي، فإنها لا تغيّر مسارها بقدر ما تعيد إنتاج الأزمة نفسها. بعد الجزائر، شدّت القيادة الانفصالية الرحال إلى جنوب إفريقيا، في محاولة لالتقاط أنفاس مشروع بات واضحًا أنه فقد صلاحيته. المشهد يوحي بارتباك يسبق مرحلة تفاوضية حاسمة، حيث تتكاثر اللقاءات والرسائل، لكن النتيجة واحدة: لا جديد سوى تدوير خطاب قديم لم يعد يجد آذانًا صاغية.

بين خطاب الاستهلاك الداخلي وتحولات العالم:

لا تزال قيادة البوليساريو ترفع شعار “تقرير المصير” للاستهلاك الداخلي داخل مخيمات تندوف، في وقت يتحرك فيه العالم في اتجاه مغاير تمامًا. مجلس الأمن رسم بوصلته منذ سنوات، والمجتمع الدولي وسّع دائرة دعمه لمبادرة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها الحل الأكثر واقعية وقابلية للتنفيذ. هذا التحول ليس عابرًا، بل يعكس إدراكًا دوليًا بأن النزاعات المجمدة لا تُحل بالشعارات، بل بالحلول العملية القابلة للحياة.

جنوب إفريقيا… التعاطف العلني مع البوليساريو والحسابات الخفية:

حتى جنوب إفريقيا، التي طالما قُدمت كحليف تقليدي، تجد نفسها اليوم في موقف حرج. في العلن، خطاب متعاطف لا يخرج عن المألوف، وفي الكواليس حسابات دقيقة تُراعي توازنات مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. الدعم الأيديولوجي، مهما كان صوته عاليًا، لا يصنع حلولًا ولا يغيّر موازين القوى حين تتعارض مع الواقع الدولي.

رسائل المرحلة: الواقع ينتصر:

الرسالة باتت واضحة: من يرفض التفاوض بشروط الواقع سيبقى أسير الماضي، ومن يراهن على تحالفات متآكلة سيكتشف أن الزمن قد تجاوزه. الصحراء لا تُحسم بالجولات الدبلوماسية الفارغة ولا بالشعارات المستهلكة، بل بالعقلانية، والتنمية، وحلول عملية تُراكم الثقة وتفتح آفاق الاستقرار.

اليوم، يتقدم مسار الحل حين يلتقي المنطق السياسي مع متطلبات التنمية، وحين تُقدَّم المبادرات القابلة للتنفيذ على الخطابات المغلقة. في هذا السياق، يبدو أن مشروع البوليساريو يدور في حلقة مفرغة، بينما يمضي الزمن لصالح حلول واقعية ترسم مستقبلًا مختلفًا للمنطقة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً