الإعلامي الليبي مهند الجالي “الله يسامح المغرب ويسامح المغاربة”

مهند الجالي يتفاعل مع إنجاز المغرب الكروي رياضة مهند الجالي يتفاعل مع إنجاز المغرب الكروي

لم يعد الحديث عن الكرة المغربية مجرد مادة إخبارية عابرة، بل تحول إلى ظاهرة تستوجب التأمل. فبينما يرى البعض في الكثافة الإعلامية حول المغرب “انحيازاً”، يضع الإعلامي الليبي مهند الجالي النقاط على الحروف، واصفاً هذا المشهد بأنه استسلام للواقع الذي فرضه المغاربة بجهدهم، حيث يقول: “الله يسامح المغرب، ويسامح المغاربة، لأننا أصبحنا فعلاً في حرج.. حرج التكرار، وحرج الاتهام بالانحياز”. هذا “الحرج” ليس إلا ضريبة للنجاح الذي أجبر الجميع على وضع المملكة تحت المجهر.

المهنية فوق العاطفة: المغرب كـ “فرض عين” إعلامي

غالباً ما يُتهم الإعلام العربي بالمحاباة حين يتعلق الأمر بالمغرب، لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير. فالإعلامي الحقيقي لا يصنع الحدث، بل يتبعه، والمغرب اليوم هو “بوصلة” الأحداث الكروية في المنطقة. يوضح الجالي هذه الجدلية بقوله: “القصة هنا لا علاقة لها بالحب أو الكره.. القصة اسمها مهنة، اسمها إعلام، اسمها أمانة الإعلامي. نحن نسلط الضوء على من يصنع الحدث، ومادام الحدث اسمه المغرب، فكيف نتهرب منه؟”. إنها “سطوة الإنجاز” التي تجعل من تجاهل المغرب سقطة مهنية قبل أن تكون تحيزاً.

اقتحام المجد.. لا استئذان فيه

التميز المغربي لم يأتِ عبر القنوات الدبلوماسية أو الترويج الشفهي، بل كان “اقتحاماً” ميدانياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فمن ملاعب المونديال إلى منصات تتويج السيدات والشباب، يفرض المنطق نفسه. ويعبر الجالي عن هذا الزخم بعبارة قوية: “المغرب لا يطرق الباب، المغرب يكسره -إن صح التعبير- ويفرض علينا الحديث عنه، حتى لو تعبنا من التكرار”. هذا الكسر للنمط التقليدي هو ما جعل اسم المغرب يتردد في الراديو، والتلفزيون، والصحافة العالمية كنموذج ريادي.

ثقافة “صناعة الحدث” وليست مجرد صدفة

خلف كل تتويج مغربي، هناك منظومة تعمل بصمت، من أكاديميات وبنية تحتية وتخطيط بعيد المدى. هذا التراكم هو ما جعل النجاح المغربي “حالة مستدامة” وليس مجرد طفرة مؤقتة. وبحسب الجالي، فإن اللوم لا يجب أن يقع على من ينقل الخبر، بل على من يصنعه باستمرار، حيث قال: “من لديه لوم فلا يلم الإعلام ولا الإعلامي، ليوجه اللوم لمن صنع كل هذا النجاح.. لوموا المغاربة، لأنهم صناع الإنجاز وصناع الألقاب”. إنها دعوة للاعتراف بأن “التكرار” الإعلامي هو انعكاس طبيعي لـ “التكرار” في منصات التتويج.

المغرب هو “الضوء” والقصة مستمرة

ختاماً، لا يبدو أن هذه السيطرة المغربية على المشهد الرياضي ستتراجع قريباً، بل هي في تصاعد مستمر يجعل من “الحياد” الصامت تجاهها نوعاً من التضليل. يؤكد الجالي في نهاية حديثه أن المسار لا يزال طويلاً: “نحن لا ننحاز، نحن نضيء.. والمغرب اليوم هو الضوء، والقصة واضحة أنها لم تنتهِ بعد”. هكذا يظل المغرب مادة دسمة للإعلام، ليس لأنه “محبوب” فحسب، بل لأنه الأجدر بالضوء في مرحلة كروية عنوانها الأبرز: “الريادة المغربية”.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً