الأقلام المأجورة و مهاجمة المغرب.. لماذا يستهدف المغرب الآن؟

علم المغرب آراء علم المغرب
  • بقلم: سالكة

يبدو أن نجاحات المغرب المتتالية وإشعاعه الإقليمي والدولي أصبحا يربكان بعض غرف التحرير في باريس، إلى حد فقدان البوصلة المهنية، واستبدال التحليل الرصين بحملة انتقائية مموهة بلغة الصحافة. فما تنشره جريدة “لوموند

في الآونة الأخيرة لا يمكن قراءته كعمل إعلامي معزول، بل كخط تحريري ممنهج، يقوم على مهاجمة المغرب كلما راكم إنجازا، أو حصد اعترافا، أو ثبت موقعه كقوة صاعدة بثبات وهدوء.

لم تعد لوموند تواكب التحولات، بل تقاومها. تعود إلى نفس القوالب البالية، تجتر مواضيع مستهلكة، وتنفخ فيها من جديد، وكأن الزمن توقف عند صورة نمطية لمغرب لم يعد موجودا إلا في مخيال من يرفض الاعتراف بتغير موازين القوة. حين ينجح المغرب في تنظيم تظاهرة قارية كبرى، لا يقابل ذلك بالتحليل الرياضي أو التنظيمي، بل بمحاولة تلويث الحدث بإسقاطات سياسية واجتماعية انتقائية، لا تستدعى إلا عندما يكون البلد المعني يشكل إزعاجلدا لولاة أمور هذا المنبر الاعلامي.

اللافت ليس النقد في حد ذاته، فالنقد حق مشروع، بل الكيل بمكيالين، والانتقائية المفضوحة، وتحويل كل إنجاز مغربي إلى مناسبة للشك والتشكيك:
🔴 احتجاجات شبابية؟ تستحضر فقط عند المغرب.
🔴 كوارث طبيعية؟ تقدَم كدليل “فشل بنيوي” إذا وقعت في المغرب، وكـ“تحديات مناخية” إذا ضربت دول اوروبية.

هذه ليست صحافة، بل سردية خبيثة تخدم هواجس سياسية قديمة، تخشى أن ترى شريكا سابقا ينجح خارج عباءة الوصاية.

لقد أصبح واضحا أن لوموند لا تزعجها مشاكل اجتماعية بقدر ما يزعجها نجاح مغربي مستقل، يبنى بإرادة وطنية، ويتوج باعترافات دولية من أعلى المنصات الرياضية والاقتصادية والدبلوماسية. يزعجها أن المغرب لم يعد يطلب الإذن، ولا ينتظر التنويه، ولا يقبل أن يختزل في تقارير مزاجية تكتب بعين القلق لا بعين الحقيقة.

المفارقة أن هذا الخط التحريري لا يسيء إلى المغرب بقدر ما يفضح مأزق الجريدة نفسها: مأزق صحافة لم تستوعب أن زمن “اليد العليا” قد انتهى، وأن دول الجنوب لم تعد مجرد متعلم، بل فاعلا يكتب مساره بيده.

المغرب اليوم لا يحتاج شهادة حسن سلوك من لوموند، ولا يربك مسيرته مقال متحيز أو عنوان مسموم. ما يربك فعلا هو هذا الإصرار على إنكار الواقع: واقع مغرب يتقدم، ينجح، ويزعج… لأن نجاحه بات حقيقة لا يمكن التغطية عليها، مهما تغيرت العناوين.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً