عشية أي منافسة رسمية، يُفترض أن تظل الرياضة مساحة للتلاقي والتنافس الشريف، إلا أن التصرف الأخير للوفد الجزائري في المغرب يثبت العكس. الإقدام على حجب صورة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ومحاولة إخفاء العلم المغربي داخل بلد مضيف استقبل الجميع بروح الأخوة وحسن الضيافة، ليس مجرد حادث عرضي أو خطأ بروتوكولي، بل استفزاز صريح يعكس تجاهلا واضحا لسيادة الدولة المضيفة.
هذا السلوك الصبياني لم يمر مرور الكرام. بعد مراجعة كاميرات المراقبة، تدخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ووجّه توبيخاً وتنبيهاً رسمياً لبعثة المنتخب الجزائري، مع تشديد واضح على ضرورة احترام رموز الدولة المستضيفة، والالتزام بقيم ومبادئ كأس أمم إفريقيا، وإبعاد أي رسائل أو خلفيات سياسية عن البطولة. الرسالة كانت واضحة ولا تحتمل التأويل: المغرب ليس ساحة للاستفزاز، ورموز المملكة خط أحمر.

ما حدث يطرح أكثر من علامة استفهام حول النوايا الحقيقية للجانب الآخر، ويؤكد أن الاستفزاز لم يكن وليد اللحظة، بل نهج اختير عن سبق إصرار. المغرب، من جانبه، فتح أبوابه بكل انضباط ومسؤولية، محافظاً على قيمه الوطنية والرياضية، ومثبتاً أن الرياضة أخلاق قبل أن تكون نتائج.
الأخ الحقيقي، كما يعلم كل مغربي، هو من يحترمك ويحترم وطنك، من رأس الأمة إلى آخر مواطن. ومن اختار الاستفزاز، فليتحمل عواقبه، لأن الاحترام يُفرض قبل أن يُطلب. وفي هذا الإطار، يبقى المغرب متمسكا بالقيم الأصيلة للرياضة، مدافعاً عن رموزه، ومتمسكا بالروح الأخوية التي تعرفها البطولات الكبرى.

التعاليق (0)