الجزائر ترد على الحضور المغربي بموريتانيا بخطوة ” يائسة” وفي التفاصيل، في خطوة جديدة تعبّر عن الهوس المفرط للنظام بكل تحرك مغربي ناجح، وصل رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، في زيارة رسمية تستغرق أربعة أيام، تروج لها السلطات الجزائرية على أنها تندرج في إطار تعزيز التعاون الثنائي، خصوصًا على المستوى البرلماني.
خلف الواجهة… رسائل مضادة للمغرب
ورغم الطابع البروتوكولي للزيارة، إلا أن مضامينها السياسية لا تخفى على المراقبين، إذ تأتي في توقيت حساس، بعد أيام فقط من زيارة ناجحة لوفد برلماني مغربي إلى نواكشوط، تكللت بعقد اجتماع رسمي بين المؤسستين التشريعيتين المغربية والموريتانية، في خطوة اعتُبرت تجسيدًا للدينامية المتنامية في العلاقات بين البلدين.
هذا التقارب المغربي-الموريتاني، شكّل صفعة دبلوماسية جديدة للنظام ، الذي وجد نفسه في موقف المرتبك، فسارع إلى تحريك آلته الدبلوماسية في محاولة لمجاراة تحركات الرباط، دون رؤية واضحة أو استراتيجية متماسكة، بل بدافع واحد: رد الفعل أمام النجاحات المغربية.
عقلية الخصومة بدل منطق الشراكة
وتُظهر هذه الزيارة مرة أخرى المنهج التقليدي للجزائر في التعامل مع المغرب، حيث تتحرك سلطات قصر المرادية وفق عقلية الخصومة الدائمة، بدل الانخراط في شراكات بنّاءة ومتوازنة على مستوى القارة، أو حتى مع الجار الجنوبي موريتانيا، التي تطمح بدورها إلى علاقات مستقرة مع كل الأطراف.
وفي الوقت الذي ينخرط فيه المغرب في تعزيز حضوره السياسي والاقتصادي والدبلوماسي بهدوء ومسؤولية، ما تزال الجزائر تسلك طريق العرقلة والتشويش، في محاولات بائسة لقطع الطريق على تحركات مغربية ناجحة، خصوصًا في مناطق تعتبرها الرباط ذات أهمية استراتيجية ضمن دوائر نفوذها الإقليمي.
عزلة دبلوماسية ومواقف عدائية
ويرى المراقبون أن النظام الجزائري يعيش حالة من العزلة الدبلوماسية المتزايدة، في مقابل الانفتاح المتزن الذي يقوده المغرب على مختلف المستويات، من الأمن والدفاع، إلى الاقتصاد والتعاون البرلماني.
ورغم تغير السياقات الدولية والإقليمية، ما زال صانع القرار في الجزائر أسيرًا لعقيدة العداء للمغرب، التي أصبحت محورًا رئيسيًا في صياغة السياسة الخارجية الجزائرية، بل وأداة لصرف أنظار الداخل الجزائري عن أزماته العميقة، من الطوابير اليومية إلى الفشل التنموي.
ختامًا
زيارة بوغالي إلى نواكشوط لا تحمل جديدًا بقدر ما تعكس مأزق النظام الجزائري العالق في منطق ردود الأفعال. وفيما يواصل المغرب تعزيز شراكاته في القارة الأفريقية بروح التعاون والمسؤولية، يكتفي الجار الشرقي بمحاولات عبثية لتقويض النجاحات المغربية، في مشهد يفضح عمق الأزمة البنيوية والسياسية التي يعيشها النظام الحاكم في الجزائر.
التعاليق (1)
اللهم اكثر حسادنا