الجمهور يثور في وجه الركراكي بسبب تجاهل غريب لهذا الاعب

وليد الركراكي رياضة وليد الركراكي

أثار المدرب وليد الركراكي، المدير الفني للمنتخب المغربي، موجة من الانتقادات الحادة من طرف الجماهير المغربية، بسبب ما وصفته بـ”المعاملة غير المفهومة” التي يلقاها اللاعب الشاب عمر الهلالي، الظهير الأيمن لفريق إسبانيول برشلونة. فرغم استدعائه للمرة الثانية توالياً إلى معسكر الأسود، لم يمنحه الركراكي أي فرصة للمشاركة، ولو لدقائق معدودة، ما أثار الكثير من علامات الاستفهام حول معايير الاختيار داخل المنتخب الوطني.

الهلالي، الذي تألق بشكل لافت هذا الموسم في الدوري الإسباني “الليغا”، والذي يُعد أحد أقوى البطولات في العالم، شارك أساسياً في معظم مباريات فريقه، وواجه فرقاً كبرى مثل ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيك بيلباو، حيث أظهر أداءً ثابتاً جعل منه محط أنظار عدد من الأندية الأوروبية الكبرى، من بينها مانشستر سيتي وبرشلونة نفسه. ورغم هذه المعطيات، لا يزال خارج الحسابات الفنية للركراكي، سواء في التشكيلة الأساسية أو على دكة البدلاء.

الانتقادات اشتدت عقب المباراة الودية الأخيرة التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره البنيني، حيث قرر الطاقم التقني إراحة النجم أشرف حكيمي، وهو ما اعتبرته الجماهير فرصة مثالية لإشراك عمر الهلالي ومنحه دقائق حقيقية في مركزه الطبيعي كظهير أيمن. غير أن الركراكي فاجأ الجميع باعتماده على اللاعب زكرياء الواحدي في هذا المركز، وهو ما اعتُبر تجاهلاً واضحاً للهلالي، لا يستند إلى أي منطق كروي.

الجماهير المغربية عبّرت عن استغرابها الشديد من استمرار تهميش الهلالي، معتبرة أن مقارنته بالواحدي من حيث المستوى والمنافسة تُرجّح كفته دون منازع. فالهلالي يلعب في الليغا الإسبانية، التي تتميز بإيقاع عالٍ وجودة عالية، بينما يخوض الواحدي مبارياته في الدوري البلجيكي، الذي لا يُقارن من حيث المستوى. كما يتميز الهلالي بمؤهلات بدنية وتقنية عالية تجعله من أبرز المواهب المغربية حالياً في مركز الظهير الأيمن.

وتساءلت الجماهير: ما جدوى استدعاء لاعب محترف في أحد أقوى الدوريات الأوروبية إذا لم يُمنح فرصة اللعب؟ خصوصاً وأن الواحدي سبق له أن خاض دقائق مع المنتخب، وكان من الممكن توظيفه في مركز الظهير الأيسر، الذي يعاني فيه المنتخب من مشاكل واضحة، خاصة مع الأداء المتذبذب لعبد الله بلعمري، واضطرار الركراكي الدائم للاعتماد على نصير مزراوي في هذا المركز، رغم أنه ظهير أيمن في الأصل ويُجيد اللعب بالقدم اليمنى، ما يؤثر سلباً على أدائه.

الاستمرار في تجاهل الهلالي، في نظر شريحة واسعة من المتابعين، لا يخدم مصالح المنتخب المغربي في هذه المرحلة الحساسة، التي تسبق خوض غمار كأس أمم إفريقيا 2025 المقررة على أرض المغرب. ويؤكد كثيرون أن الركراكي أضاع فرصة ثمينة لاختبار لاعب مميز قادر على تعويض حكيمي مستقبلاً، في حال تعرضه لأي غياب اضطراري سواء للإصابة أو الطرد.

وفي خضم هذا الجدل، تكرر سؤال بات يؤرق المتابعين: من سيكون بديل حكيمي في “الكان” إذا حدث طارئ؟ خصوصاً في ظل غياب محمد الشيبي، لاعب بيراميدز، عن قائمة المنتخب. الهلالي يُعد اليوم الخيار الأكثر جاهزية والأكثر منطقية، ومع ذلك لا يُمنح حقه في المشاركة أو حتى التجربة.

الجماهير اختتمت انتقاداتها برسالة واضحة إلى الناخب الوطني، مفادها أن المنتخب ليس ساحة لتجارب عشوائية، وأن الجاهزية يجب أن تُكافأ بقرارات عادلة وشجاعة، لا بالتهميش والتجاهل. فالرهان على الأفضل هو ما يليق بمنتخب بحجم المغرب، الطامح لتحقيق اللقب القاري على أرضه وبين جماهيره.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً