المغرب.. حرب جديدة بين شركتين تشتعل في سماء المملكة في التفاصيل، تستمر شركة “إيرباص” الأوروبية في تعزيز مكانتها كقائدة في صناعة الطيران العالمية، مستفيدة من دعم دبلوماسي فرنسي قوي يمهد الطريق لعقود ضخمة. خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى هانوي، وقّعت “إيرباص” صفقة بقيمة 2.5 مليار يورو مع “فيت جيت” الفيتنامية لتزويدها بـ20 طائرة A330 Neo، مما يعزز حضورها في آسيا. في المقابل، تواجه “بوينغ” أزمة ثقة متفاقمة بعد مشاكل طائرة “737 ماكس” وخسائر مالية هائلة بلغت 31 مليار دولار بين 2020 وسبتمبر 2024، مما يضعف موقفها في المنافسة العالمية، بما في ذلك في السوق المغربي الذي يشهد منافسة محتدمة.
كما تسعى الخطوط الملكية المغربية “لارام” لتوسيع أسطولها إلى 200 طائرة بحلول 2027، وأطلقت طلب عروض في أبريل 2024 لاقتناء 200 طائرة جديدة، مع اقتراب اتخاذ القرار النهائي. تشير تقارير من “لا تريبون” إلى أن “إيرباص” تتقدم في المفاوضات، مستفيدة من أزمة “بوينغ” والعلاقات الدافئة بين المغرب وفرنسا. الخبير ميشيل ڤيالات أشار في تصريح لـ”تشالنج” إلى أن السياق الحالي يدعم تنويع الموردين، حيث أكد عبد الحميد عدو، الرئيس التنفيذي لـ”لارام”، أن المنافسة مفتوحة. “إيرباص” تعزز موقفها من خلال وجودها الصناعي في المغرب عبر “إيرباص أتلانتيك” في “ميد بارك”بالدار البيضاء، بينما تعاني “بوينغ” من تأخيرات في مشاريعها المحلية مثل مركز النواصر.
ويُعد نقل التكنولوجيا وخلق فرص عمل في المملكة من المعايير الرئيسية لاختيار “لارام” لمورديها، وهنا تتفوق “إيرباص” بفضل وجودها القوي وتوظيفها 1000 شخص في مصانعها بالمغرب. في المقابل، تواجه “بوينغ” تحديات بسبب انسحاب أمريكي متزايد من أفريقيا ومشاكل مالية، إضافة إلى تأخر مشروع مركز تصنيع النواصر. “إيرباص” سجلت أداءً ماليًا قويًا في 2024 بأرباح 4.232 مليار يورو، بينما تكبدت “بوينغ” خسائر 14 مليار يورو، مما يعزز فرص “إيرباص” في الفوز بصفقة “لارام”. الجماهير المغربية تترقب قرار الشركة، الذي قد يعيد تشكيل مشهد صناعة الطيران في المنطقة.
التعاليق (0)