أعلن الناخب الوطني وليد الركراكي، اليوم الأحد 28 دجنبر الجاري، خلال الندوة الصحفية التي تسبق موقعة المغرب وزامبيا، عن الخبر الذي انتظرته الجماهير المغربية طويلاً: عودة أشرف حكيمي للمشاركة رسمياً.
هذا الإعلان، رغم وقعه الإيجابي، يفتح الباب أمام “قضية تكتيكية” شائكة تتعلق بكيفية توظيف اللاعبين في ظل وجود حكيمي، والسؤال الأهم الذي يفرض نفسه الآن: من سيلعب كظهير أيسر؟
الجواب ليس بالسهولة التي يظنها البعض، لأن الاختيار بين “نصير مزراوي” و”أنس صلاح الدين” مرتبط بمعايير تكتيكية دقيقة، وتكاملية تحكمها أدوار الجناح الذي سيلعب أمامهما.
معادلة التكامل: البروفايل يحدد النظام
نجاح أي نظام تكتيكي مرتبط بشكل كبير بـ “بروفايلات” اللاعبين وإيجاد التكامل بينهم. السؤال الذي يجيب عنه الركراكي في مفكرته الآن هو: ما المطلوب من الظهير الأيسر في حضور حكيمي؟ ومن هو الجناح الذي سيشغل الرواق أمامه؟
حالة نصير مزراوي: “الظهير المقلوب” ودعم الوسط

عند اختيار جناح بمواصفات عبد الصمد الزلزولي، الذي يفضل استلام الكرة على الخط (Wide/High) واللعب في وضعيات (1vs1)، سنكون بحاجة لظهير لا يزاحمه على “الخط”. هنا تبرز قيمة نصير مزراوي في دور الـ (Inverted Full-back).
- الدور التكتيكي: الدخول لعمق الملعب لدعم لاعبي الوسط وخلق كثافة عددية (Central Overload).
- الميزة: كسر ضغط الخصم، التحكم في نسق المباراة (Tempo)، ومنح الحرية الكاملة للجناح (الزلزولي) للتفرد بالطرف.
- الشخصية: مزراوي لاعب قيادي يتميز بالشراسة الدفاعية، وتواجده يمنح التوازن المطلوب خاصة مع الأدوار الهجومية المكثفة لحكيمي في الجهة المقابلة.
حالة أنس صلاح الدين: الظهير الكلاسيكي والـ (Overlap)

في المقابل، يظهر أنس صلاح الدين كبروفايل “ظهير كلاسيكي” رائع، لكنه يختلف جذرياً عن مميزات مزراوي التقنية للعب في العمق.
- الدور التكتيكي: أنس يفضل الصعود الطولي على الخط (Overlap Run) لفتح زوايا العرضيات وخلق تفوق عددي على الطرف.
- شرط النجاح: هذا البروفايل يتطلب جناحاً يدخل للعمق (Inside Winger) ليترك له المساحة، وهو ما يفسر اعتماد الركراكي سابقاً على إسماعيل الصيباري كجناح وهمي.
إدارة المجهود البدني: كلمة السر
بجانب المفاضلة التكتيكية، يبرز عنصر “الإدارة البدنية” كعامل حاسم في قرارات الركراكي. فالبطولة تتطلب نفساً طويلاً، وتجهيز اللاعبين للأدوار الإقصائية يفرض مداورة ذكية تضمن الجاهزية دون المغامرة بالإصابات.
خلاصة القول، لكل نظام فكرة لعب، ولكل فكرة “بروفايلات” تناسبها. عودة حكيمي هي المحرك الذي سيحدد شكل الرواق الأيسر؛ فهل يختار الركراكي “توازن” مزراوي وعمقه، أم “حيوية” أنس صلاح الدين وعرضياته؟ غداً في الملعب، سنكتشف أي نسخة من “الأسود” ستحسم صدارة المجموعة.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع ‘أنا الخبر’ بناءً على متابعة الندوة الصحفية للناخب الوطني، وتمت مراجعته لتقديم تحليل رياضي دقيق.

التعاليق (0)