تطبيق من المغرب يُبهر العالم ويفك شفرة الأدوية

تطبيق من المغرب يُبهر العالم ويفك شفرة الأدوية تكنولوجيا تطبيق من المغرب يُبهر العالم ويفك شفرة الأدوية

تطبيق من المغرب يُبهر العالم ويفك شفرة الأدوية في التفاصيل، في خطوة تعكس التطور المتسارع للابتكار الرقمي في المغرب، أعلنت شركة “بروم للاستشارات والتكنولوجيا” المغربية، المتخصصة في هذا المجال، عن إطلاقها الرسمي لتطبيق “MED AI” الثوري للهواتف المحمولة.

ويعتمد هذا التطبيق المبتكر على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوفير معلومات طبية شاملة وموثوقة بلغات متعددة، مع ضمان سهولة الوصول إليها لكافة فئات المستخدمين، في مسعى لتمكين الأفراد من فهم أفضل لعلاجاتهم الطبية.

ويُقدم تطبيق “MED AI” نفسه كـ”أول حل صحي ذكي يتم تطويره بالكامل في المغرب ويستهدف جمهوراً عالمياً”. وتكمن بساطة استخدامه في أنه بمجرد مسح المستخدم لعلبة أي دواء بواسطة كاميرا هاتفه الذكي، يحصل بشكل فوري على معلومات تفصيلية وموثوقة حول دواعي استعمال هذا الدواء العلاجية، والجرعات الموصى بها، والآثار الجانبية المحتملة، وذلك وفقاً لبيان صادر عن الشركة المطورة.

ويهدف التطبيق في جوهره، كما يؤكد مطوروه، إلى “تعزيز فهم المستخدمين للعلاجات الطبية الموصوفة لهم، والمساهمة بفعالية في مكافحة ظاهرة التطبيب الذاتي غير المؤطر وما تحمله من مخاطر صحية جسيمة”. وقد شهد التطبيق إقبالاً لافتاً منذ إطلاقه التجريبي، حيث تجاوز عدد مستخدميه 5000 شخص من مختلف أنحاء العالم في غضون أسبوع واحد فقط.

وفي هذا الصدد، صرح السيد عبد الرزاق العموري، المدير العام لشركة “بروم للاستشارات والتكنولوجيا”، بفخر قائلاً: “إن MED AI يتجاوز كونه مجرد تطبيق للهواتف المحمولة. إنه يمثل نافذة مشرقة تعكس مدى تطور الخبرات والكفاءات المغربية في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، خاصة في قطاع حيوي وحساس مثل قطاع الصحة. كما أنه يقدم استجابة ملموسة وعملية للتحديات العالمية المتعلقة بصعوبة الوصول إلى المعلومات الطبية الموثوقة والدقيقة”.

وحول الأسس التقنية المتطورة التي يقوم عليها التطبيق، أوضح العموري في حديث خاص لـ “ميديا24″، أن “MED AI يعتمد على تآزر وتكامل مجموعة من التقنيات المتقدمة، بدءاً من تقنيات التعرف البصري الدقيق على علب الأدوية، وصولاً إلى التحليل الذكي للبيانات عبر نماذج ذكاء اصطناعي متخصصة مثل تلك التي يوفرها Azure Health، بالإضافة إلى نماذج أخرى أكثر عمومية وشمولية مثل نماذج OpenAI وGemini“.

وأضاف أنه يتم بعد ذلك “ترجمة البيانات المعقدة المعالجة إلى لغة طبيعية مبسطة وواضحة، تكون في متناول فهم الجميع، مع توفير خاصية القراءة الصوتية متعددة اللغات لتوسيع دائرة المستفيدين”.

وأكد أن هذا التنسيق التكنولوجي المتقن، الذي تشرف عليه كفاءات “بروم”، يشهد على “التكامل المتناغم لأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في خدمة القطاع الصحي ومرتفقيه”.

ولكن “MED AI” لا يتوقف عند هذا الحد فيما يتعلق بضمان موثوقية المعلومات المقدمة لمستخدميه. إذ يوضح المدير العام للشركة بفخر: “إننا نستخدم أقوى نماذج الذكاء الاصطناعي المتوفرة عالمياً وأكثرها دقة وموثوقية، ونقوم بدمجها وتكييفها مع محركنا الخاص المبتكر لتوليد البيانات، والذي يتولى مهمة حاسمة تتمثل في تقييم مدى صحة وسلامة النتائج التي تعيدها هذه النماذج”.

ويعمل النظام وفق مبدأ صارم للتحقق المتقاطع والتدقيق، حيث “إذا تم الكشف عن أدنى درجة من عدم التوافق أو التناقض بين البيانات المتاحة عبر الإنترنت وتلك التي تقدمها نماذج الذكاء الاصطناعي، فإن هذه البيانات لا يتم عرضها إطلاقاً للمستخدم النهائي، ضماناً لسلامته”.

عملياً، يتيح تطبيق “MED AI” للمستخدم تلخيصاً سريعاً وواضحاً للمعلومات الأساسية المتعلقة بأي دواء، حيث “يتم عرض دواعي الاستعمال، والجرعات المحددة، والمكونات الفعالة، وكذلك الآثار الجانبية غير المرغوب فيها، بطريقة منظمة وسهلة الاستيعاب والتصفح”. ومن بين الميزات البارزة التي ينفرد بها التطبيق، خاصية التوليف الصوتي المدمجة، التي تمكن المستخدمين من “الاستماع إلى هذه المعلومات مباشرة من خلال التطبيق وبوضوح تام”.

وتلبي هذه المقاربة الشاملة والمبتكرة، حسب السيد العموري، احتياجات فعلية وملموسة لدى فئات واسعة من المجتمع، قائلاً: “إنها تمثل قيمة مضافة كبيرة وهامة لكبار السن، وللأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر، أو حتى للأفراد الذين يجدون صعوبة في القراءة”. ويزيد من أهمية هذه الميزة دعم التطبيق لعدة لغات عالمية، بما في ذلك اللغة العربية بلهجاتها المختلفة، “مما يجعل المعلومات الطبية الأساسية في متناول شريحة أوسع بكثير من الجمهور في مختلف أنحاء العالم”.

وفيما يتعلق بحماية خصوصية المستخدمين، وهي قضية محورية في العصر الرقمي، يتبنى “MED AI” موقفاً أخلاقياً صارماً لا هوادة فيه. إذ يؤكد العموري أن “التطبيق لا يتطلب إنشاء أي حساب شخصي، ولا يحتاج إلى أي شكل من أشكال المصادقة أو التسجيل، والأهم من ذلك أنه لا يتم تخزين أي بيانات للمستخدمين على خوادمنا إطلاقاً”.

ويضيف بتأكيد: “جميع المعلومات المتعلقة بالأدوية التي يتم البحث عنها تبقى مسجلة محلياً على هاتف المستخدم فقط”، مما يتيح أيضاً إمكانية استخدام التطبيق حتى في وضع عدم الاتصال بالإنترنت. وتضمن هذه المقاربة الفريدة والمسؤولة سرية تامة للمستخدم، حيث يقول العموري: “نحن لا نجمع أي بيانات للمستخدمين، ولا نعرف حتى من يستخدم التطبيق. لقد تم تصميم MED AI ليضع المستخدم وصحته وخصوصيته في قلب اهتماماتنا، دون أي مقابل خفي ودون أي استغلال تجاري للبيانات الشخصية”. ويؤكد أن التطبيق مجاني حالياً، وسيظل كذلك في المستقبل، حيث يصر المدير العام لـ “بروم” على أن “التطبيق لا يتضمن أي إعلانات مدمجة، ولن يتضمنها مستقبلاً على الإطلاق. هدفنا ليس تجارياً بحتاً، بل هو هدف مجتمعي نبيل بالدرجة الأولى، يهدف إلى خدمة الإنسان”.

وبعيداً عن الاكتفاء بما تم إنجازه في نسخته الأولى التي حظيت بإعجاب كبير، يطمح فريق “MED AI” الطموح إلى مواصلة تطوير وتحديث التطبيق بخطط واضحة ومدروسة. ويوضح محدثنا: “إننا نستكشف حالياً، تحضيراً للتحديثات القادمة والمبتكرة، إمكانية إقامة تعاونات وشراكات استراتيجية مع هيئات ومؤسسات عامة مغربية وأجنبية مرموقة، وكذلك مع مختبرات وشركات أدوية عالمية رائدة”. والهدف من ذلك هو “إثراء القاعدة الوظيفية للتطبيق وتوسيع نطاق خدماته، خاصة من خلال دمج خاصية تقديم توصيات موثوقة حول بدائل الأدوية المتاحة”.

ويضيف: “سيتعلق الأمر على سبيل المثال باقتراح أدوية جنيسة كبدائل فعالة وآمنة للأدوية الأصلية باهظة الثمن – وهو ما يمثل رافعة أساسية لتخفيف العبء المالي على المرضى وصناديق الضمان الاجتماعي – أو حتى التوصية ببدائل علاجية أخرى في حالات نقص أو انقطاع بعض الأدوية من السوق، بل والتنبيه إلى خطورة وسمية بعض المنتجات، لا سيما تلك الناتجة عن التهريب أو التي يتم استخدامها بشكل عشوائي في إطار التطبيب الذاتي غير المسؤول”.

يتوفر تطبيق “MED AI” حالياً بسبع لغات عالمية رئيسية هي: العربية، والفرنسية، والإسبانية، والإنجليزية، والألمانية، والصينية، والهندية. وهو اختيار استراتيجي مدروس يعكس الطموح الكبير الذي تحمله شركة “بروم” لتوسيع نطاق انتشار ابتكارها المغربي. ويقول العموري: “نريد أن نجعل من MED AI تطبيقاً ذا انتشار عالمي واسع، ومن هنا يأتي تركيزنا المطلق على بساطة استخدامه وسلاسة واجهته متعددة اللغات وسهولة الوصول إليه”.

وتهدف الشركة المطورة إلى تحقيق رقم طموح يتمثل في الوصول إلى 10 ملايين عملية تحميل للتطبيق خلال السنة الأولى من إطلاقه، موزعة على جميع القارات. ويوضح عبد الرزاق العموري أن “بلوغ هذا الحجم الحرج من المستخدمين سيمكننا من خلق قيمة مالية مستدامة للمشروع، تضمن استمراريته وتطويره بشكل دائم”. ولتحقيق هذا الهدف، يجري حالياً وضع اللمسات الأخيرة على إصدار نسخة من التطبيق مخصصة لنظام التشغيل iOS، وستكون متاحة في الأشهر القليلة القادمة لمستخدمي أجهزة آبل. وعلاوة على ذلك، من المقرر إطلاق تحديث رئيسي للتطبيق مع بداية الموسم الدراسي القادم، سيتضمن ميزات متقدمة وجديدة، أبرزها خاصية الكشف عن التفاعلات الدوائية غير المتوافقة بين مختلف الأدوية، والقراءة الآلية لنتائج التحاليل الطبية وتفسيرها بشكل مبسط.

ويختتم عبد الرزاق العموري حديثه بالتأكيد على الرسالة النبيلة لمشروعهم، قائلاً: “من خلال تطبيق MED AI، تلتزم شركة ‘بروم’ بجعل الخدمات الصحية الرقمية أكثر إنسانية، وأكثر سهولة في الوصول لجميع شرائح المجتمع، وأكثر عالمية في انتشارها، وذلك بفضل تسخير أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في خدمة صحة ورفاهية جميع الناس، أينما كانوا”.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً