صفعة موريتانية مدوّية تضع الجزائر في الزاوية والمغرب يراقب

موريتانيا والجزائر مختارات موريتانيا والجزائر

أقدمت السلطات الموريتانية على خطوة مفاجئة تمثلت في إغلاق منطقة “لبريكة” الواقعة شمال شرقي البلاد، قرب الحدود مع الجزائر ومخيمات تندوف، في قرار يعكس تغيرات جيوسياسية لافتة في المنطقة. هذا الإجراء يضع حداً لآخر منفذ بري رسمي بين نواكشوط وقصر “المرادية”، ويكرّس مزيداً من العزلة الجغرافية للأخيرة.

الجيش الموريتاني برّر الخطوة بدواعٍ أمنية، مشيراً إلى أن المنطقة أصبحت مصنفة “موقعاً مغلقاً” تُمنع فيه الأنشطة المدنية والتجارية، في إطار التصدي للتهريب. لكن مراقبين يرون أن للقرار أبعاداً سياسية واضحة، وسط تصاعد التوتر بين الجزائر وموريتانيا بسبب تحركات الجزائر في الساحل ودعمها مجموعات انفصالية.

هذا التطور يزيد من اختناق البلد حدودياً، إذ إن معظم حدودها إما مغلقة رسمياً أو غير آمنة، من المغرب ومالي والنيجر، وصولاً إلى ليبيا وتشاد. ولا يبقى لها سوى منفذ هش عبر تونس، التي تعيش بدورها أزمات خانقة وتعتمد بشكل كبير على المساعدات الجزائرية.

ويرى متابعون أن عزلة البلد الراهنة هي ثمرة عقود من السياسات القائمة على دعم الانفصاليين وتغذية التوترات، ما جعل عدداً من الدول المجاورة تغيّر موقفها وتتخذ إجراءات حاسمة، حتى وإن وُصفت بالأمنية أو السيادية. المغرب، من جهته، يراقب هذه التحولات الإقليمية عن كثب، وهو المستفيد الأبرز من هذا المشهد الجديد.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً