مع تنامي التحذيرات المناخية العالمية وارتفاع درجات الحرارة منذ بداية العام، يتزايد القلق في المغرب بشأن صيف 2025، الذي قد يُسجل كأكثر الفصول حرارة في تاريخ البلاد.
تقارير دولية وتحليلات خبراء مغاربة تدق ناقوس الخطر بشأن موجات حر وجفاف غير مسبوقة، وتأثيراتها على البيئة والاقتصاد والموارد المائية.
موجات حر قبل الصيف تثير القلق
في ظل تواتر التحذيرات الدولية بشأن تغير المناخ، يجد المغرب نفسه في مواجهة تحديات مناخية متفاقمة، خصوصًا مع تصاعد التوقعات بأن يكون صيف 2025 من بين الأشد حرارة في تاريخ البلاد.
وتُشير تقارير من مصادر دولية، مثل التقرير الأخير الصادر عن النسخة العربية لـصحيفة BBC، إلى أن شهري أبريل وماي شهدا بالفعل ارتفاعًا غير اعتيادي في درجات الحرارة بعدد من مدن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مما يعزز المخاوف من صيف لاهب ومليء بالظواهر المناخية المتطرفة.
مؤشرات مقلقة من بداية الربيع
يصف الخبراء ما يحدث من تقلبات مناخية على أنه نتيجة مباشرة للتغير المناخي المتسارع، مشيرين إلى أن درجات الحرارة الحالية المسجلة في بعض المدن المغربية — والتي تراوحت بين 38 و42 درجة مئوية — عادةً ما تُسجل خلال شهري يوليوز وغشت، وليس في نهاية الربيع.
وفي هذا السياق، صرح رئيس جمعية المنارة الإيكولوجية للتنمية والمناخ بأن “ما نشهده اليوم من حرارة مرتفعة في الربيع ليس سوى إشارة قوية على ما ينتظرنا في الصيف”، مؤكدًا أن الحديث عن استقرار مناخي أصبح أمرًا مستبعدًا تمامًا في ظل الظروف الحالية.
تغير المناخ… خطر متصاعد
ليست هذه المرة الأولى التي يُحذر فيها الخبراء من تداعيات التغيرات المناخية على المغرب، حيث شهدت السنوات الماضية ارتفاعًا متكرّرًا في درجات الحرارة، إلى جانب موجات جفاف متتالية، أثّرت بشكل كبير على الموارد المائية، والنشاط الفلاحي، والاستقرار البيئي في العديد من المناطق.
ويجمع المتخصصون على أن هذه التغيرات المناخية ليست عابرة، بل هي اتجاه طويل المدى يستوجب تكثيف السياسات الوطنية والإقليمية للتكيف مع الواقع المناخي الجديد، عبر تحسين إدارة الموارد، ودعم الطاقة النظيفة، وتعزيز ثقافة الاستهلاك المسؤول.
ما الذي ينتظرنا في صيف 2025؟
في ظل هذه المؤشرات، لا تبدو التوقعات المتفائلة مطروحة. بل على العكس، يرى مراقبون أن المغرب — كما العديد من دول المنطقة — يستعد لصيف قاسٍ، قد يفرض تحديات صحية واقتصادية وبيئية غير مسبوقة، ما يتطلب يقظة عالية واستعدادات استباقية من طرف السلطات والمواطنين على حد سواء.
ويبقى السؤال الذي يطرحه الجميع:
هل نحن أمام صيف تاريخي قد يُغيّر مفهومنا للفصول والمناخ كما اعتدناه؟
الأسابيع المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة.
التعاليق (2)
قل لايعلم من السماوات والأرض الى الله وما يشعرون ايان يبعثون ()صدق الله العظيم
قل لايعلم من السماوات والأرض الى الله وما يشعرون ايان يبعثون ()صدق الله العظيم