لم يكن التعادل أمام منتخب مالي أمس الجمعة، هي النتيجة التي انتظرتها الجماهير المغربية، خاصة بعد البداية الجيدة في الجولة الأولى من منافسات كأس أفريقيا 2025، غير أن واقع المجموعة وحسابات البطولة يؤكدان أن وضع المنتخب الوطني لا يدعو للقلق بقدر ما يفرض قراءة هادئة للمشهد.
التعادل (1-1) أبقى أسود الأطلس في صدارة المجموعة برصيد أربع نقاط، ومنحهم هامش أمان مريح قبل الجولة الثالثة، في بطولة يعتمد نظامها على تأهل أصحاب المركزين الأول والثاني، إضافة إلى أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث، وهو ما يجعل طريق العبور أقرب من أي وقت مضى.
الفوز على زامبيا… السيناريو المثالي بلا حسابات
الطريق الأقصر والأوضح يبقى تحقيق الانتصار في الجولة الأخيرة أمام زامبيا. فوز واحد يرفع رصيد المنتخب المغربي إلى سبع نقاط، ويضمن التأهل في صدارة المجموعة دون الالتفات إلى نتائج باقي المباريات، وهو سيناريو يمنح الطاقم التقني أفضلية كبيرة على مستوى الراحة الذهنية وترتيب الأوراق قبل الأدوار الإقصائية.
هذا الخيار لا يضمن فقط التأهل، بل يجنّب المنتخب مواجهات ثقيلة في ثمن النهائي، ويمنحه مسارًا أكثر توازنًا في بقية البطولة.
التعادل… تأهل مضمون لكن الصدارة معلّقة
في حال انتهاء مباراة زامبيا بالتعادل، سيصل المغرب إلى خمس نقاط، وهو رصيد كافٍ رسميًا لحجز بطاقة العبور. غير أن هوية المتصدر ستبقى مرتبطة بنتيجة لقاء مالي وجزر القمر.
هنا تدخل حسابات فارق الأهداف وعدد الأهداف المسجلة، ما يعني أن المنتخب قد يتأهل كمتصدر أو وصيف، حسب سيناريوهات خارج سيطرته المباشرة، وهو وضع مريح نسبيًا لكنه أقل مثالية من الحسم المبكر.
الهزيمة… احتمال نظري أكثر منه واقعي
حتى في أسوأ السيناريوهات، أي الخسارة أمام زامبيا، يبقى إقصاء المنتخب المغربي احتمالًا ضعيفًا جدًا. أربع نقاط غالبًا ما تكون كافية للتأهل ضمن أفضل الثوالث، غير أن هذا الخيار قد يضع الأسود في مسار صعب مبكرًا، مع احتمال مواجهة أحد كبار القارة في ثمن النهائي.
وتشير بعض التقديرات إلى إمكانية الاصطدام بالمنتخب المصري، في حال تحقق هذا السيناريو، وهو ما قد يحول الدور المقبل إلى قمة قوية قبل أوانها.
التأهل بيد الأسود لا بيد الحسابات
بعيدًا عن خيبة التعادل، يبقى الأهم أن المنتخب المغربي لا يزال ممسكًا بزمام الأمور. التأهل للدور المقبل لكأس أفريقيا لم يعد مسألة “هل”، بل “كيف” وبأي موقع في جدول الترتيب. الجولة الأخيرة ستكون اختبارًا للنضج التكتيكي أكثر من كونها مباراة ضغط، والفرصة ما زالت قائمة لإنهاء الدور الأول بصورة تليق بطموحات الجماهير.

التعاليق (0)