تحوّلت الندوات الصحافية الأخيرة للناخب الوطني وليد الركراكي إلى ساحة لتفريغ التوتر والانفعال، وسط موجة من الانتقادات المتصاعدة بسبب الأداء غير المقنع للمنتخب الوطني المغربي، وذلك قبل ستة أشهر فقط من انطلاق كأس إفريقيا للأمم “المغرب 2025”، التي تعهّد الركراكي بالفوز بلقبها.
تصريحات حادة… ومؤشرات توتر
برزت خلال هذه الندوات الصحافية مؤشرات واضحة على الضغط النفسي الكبير الذي يعيشه المدرب الوطني. فقد بدا في لحظات عدة فاقدًا لهدوئه ورباطة جأشه، خاصة حين قال صراحة:
“سأكون أول مشجع لأي مدرب أجنبي قادر على الفوز بكأس إفريقيا”.
تصريح وُصف بأنه رد غير مباشر على فقدان ثقة جزء من الجمهور المغربي في مشروعه الرياضي، منذ المشاركة التاريخية في مونديال قطر، التي لم تَحول دون ظهور ارتباك في أداء “أسود الأطلس” في المرحلة الأخيرة.
التلميحات العنصرية… وسؤال التواضع
في إجابة أخرى أثارت جدلاً، لمح وليد الركراكي إلى تفضيل البعض لمدرب “ذو عينين زرقاوين”، في إشارة إلى خلفيات غير رياضية تحكم تقييم المدرب الوطني، قبل أن يستعرض سلسلة إنجازاته مع الفتح الرباطي والوداد بنبرة اعتبرها كثيرون مفرطة في التفاخر، لا سيما في لحظة كانت تتطلب خطابا هادئا وتشاركيًا.
وفي سياق المقارنة مع إنجازات المنتخبات الوطنية الأخرى، قال الركراكي إنه كان أول من فتح الباب أمام تألقها، في إشارة إلى منتخبات أقل من 17 و23 سنة، وكرة القدم داخل القاعة، التي توجت جميعها بلقب كأس إفريقيا. تصريح رآه البعض تقليلاً من جهود زملائه المدربين والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بدل أن يكون إشادة جماعية بمنظومة عمل ناجحة.
وليد الركراكي.. اصطدام مباشر مع الجمهور والصحافة
في لحظة أخرى من التوتر، تحدث وليد الركراكي عن تأثير شبكات التواصل الاجتماعي، قائلاً:
“حتى نتوما كاتعيشو هاد المشاكيل ديال لي ريزو سوسيو… ملي واحد… عارف غادي يتقلقو إلى قلت برهوش”.
وبالرغم من محاولة مقدم الندوة تصويب الكلمة واستبدالها بـ”مبتدئ”، إلا أن المدرب بدا واضح النية، ما يعكس توتراً في التعامل مع النقد، وهو ما يفتح باب التساؤلات حول قدرة الركراكي على تدبير الضغط الإعلامي والجماهيري، وهو عنصر أساسي في قيادة منتخب وطني تدعمه قاعدة جماهيرية واسعة تقارب 40 مليون مغربي.
دعوات إلى احترام الصحافيين والمؤسسة
في ظل هذه التطورات، ترتفع أصوات داخل المشهد الإعلامي تطالب بتدخل الجهات المسؤولة لحماية كرامة الصحافيين، وإعادة الندوات الصحافية إلى مسارها المهني، باعتبارها مساحة للحوار الجاد، لا منصة للتهكم والانفعال. كما يُنتظر من الركراكي، بما له من رصيد وطني محترم، أن يتحلى بمزيد من الحكمة والتواضع والقدرة على الإصغاء، بما يليق بمكانة المنتخب الوطني وبالآمال المعلقة على الكأس القارية المقبلة.
التعاليق (2)
وليد الرگراگي لبد أن يثق فيه الجمهور الرياضي وأن يعطونه فرصة ثانية في الملتقى الكروي الافريقي. ديرو النية
كلمة أنا قالها الشيطان فأخرج من الجنة وقالها فرعون فكانت سبب هلاكه
ما تواضع بشر إلا ورفعه الله