مع اقتراب موعد كأس أمم إفريقيا (21 دجنبر إلى غاية 18 يناير 2026)، يتجدد الجدل في بعض المنابر الإعلامية الجزائرية حول المغرب، لكن هذه المرة عبر رواية تزعم “منع” الإعلامي حفيظ دراجي من دخول التراب المغربي. رواية سرعان ما انتشرت على مواقع التواصل، دون سند رسمي أو معطى موثوق، لتتحول إلى مثال جديد على صناعة الإثارة من لا شيء.
إشاعة بلا قرار ولا دليل
عند تفكيك هذه الرواية، يتضح أنها تفتقر إلى أبسط عناصر المصداقية:
لا قرار رسمي، لا بلاغ من جهة مغربية، ولا أي إجراء موثق. كل ما في الأمر إشاعة موسمية، جرى تضخيمها رقميًا بحثًا عن التفاعل، في سياق اعتاد فيه بعض الإعلام توظيف الأكاذيب كبديل عن المعلومة.
المغرب ومنطق الدولة الواثقة
المغرب، وهو يستعد لاحتضان كأس أمم إفريقيا، يتحرك بمنطق الدولة الواثقة من نفسها ومن مؤسساتها. تنظيم تظاهرة قارية بهذا الحجم يقتضي الانفتاح على جميع وسائل الإعلام، دون إقصاء أو تصفية حسابات.
التجربة المغربية في تنظيم التظاهرات الرياضية تؤكد أن منطق “المنع” لا يدخل ضمن أدواتها، لأنها ببساطة لا تحتاج إليه.
تغطية “بي إن سبورت” من الدوحة: قرار مهني
الادعاء بربط تغطية “بي إن سبورت” من الدوحة بأي توتر مع المغرب يندرج هو الآخر ضمن الخلط المتعمد. اختيار موقع التغطية قرار تحريري وتنظيمي داخلي يخص المؤسسة الإعلامية وحدها، ولا علاقة له بالدولة المستضيفة لا من قريب ولا من بعيد.
لماذا تُصنع هذه الروايات؟
السؤال الأهم ليس في نفي الإشاعة فقط، بل في فهم دوافعها.
في كثير من الأحيان، تُصنع مثل هذه القصص لخلق “قيمة وهمية” لشخصيات إعلامية محالة حفيظ دراجي، أو لتحويل الأنظار عن القضايا الحقيقية، أو ببساطة لإبقاء منسوب التوتر مرتفعًا داخل الفضاء الرقمي.
الحقيقة في هذه القضية بسيطة وواضحة:
لا منع، لا قرار، ولا صراع. فقط إشاعة جرى تسويقها بصوت عالٍ، لأن الكذب غالبًا ما يكون أكثر ضجيجًا من الحقيقة.
أما المغرب، فيمضي بهدوء نحو تنظيم كأس أمم إفريقيا، بمنطق الدولة التي لا تحتاج إلى افتعال معارك جانبية، ولا ترى في الضوضاء الرقمية سوى عارض عابر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (1)
المغرب قافلة تقدم لا تهمه العقبات المصطنعة