أسعار النفط تتراجع مع انحسار التوترات في الشرق الأوسط وصعود الدولار الأمريكي

شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الخميس 06 أكتوبر 2025، في ظل انحسار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، ما انعكس سلبًا على شهية المستثمرين ودفع الأسعار نحو الهبوط، وفقًا لتقرير نشرته وكالة رويترز.

أسعار النفط تتراجع في التعاملات الصباحية

بحلول الساعة 04:13 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.51% لتصل إلى 65.91 دولارًا للبرميل، فيما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.61% إلى 62.17 دولارًا للبرميل.

وكانت الأسعار قد شهدت ارتفاعًا طفيفًا أمس الأربعاء، إذ أغلق خام غرب تكساس عند 62.55 دولارًا مرتفعًا بنحو 1%، في حين سجل خام برنت 66.25 دولارًا، مدعومًا ببيانات أمريكية أظهرت زيادة في استهلاك الوقود بالولايات المتحدة.

اتفاق السلام في غزة يهدئ الأسواق

أشارت تقارير دولية إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحم اس خفّض من علاوة المخاطر الجيوسياسية التي كانت تدعم الأسعار في الأسابيع الماضية.

وذكرت وكالة Gulf News أن الأنباء عن التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار، الذي تضمن بحسب التقارير وقف الأعمال القت الية وإطلاق سراح الرهائن، بعث برسائل تهدئة إلى الأسواق العالمية.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيعرض الاتفاق على حكومته للمصادقة عليه، في خطوة قد تُنهي جولة الصراع الحالية في قطاع غزة.”

وكانت الحرب قد دعمت أسعار النفط سابقًا بسبب المخاوف من امتدادها إلى دول منتجة في المنطقة، غير أن التهدئة الحالية خففت تلك المخاطر.

قوة الدولار تضغط على الخام

وفي سياق موازٍ، ساهم صعود الدولار الأمريكي في زيادة الضغط على الأسعار، إذ يجعل النفط المقوم بالدولار أكثر تكلفة للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى.

وقال كيلفن وونغ، كبير محللي السوق في شركة OANDA، إن خام غرب تكساس “يتداول على الجانب الأضعف بسبب انخفاض علاوة المخاطر بعد اتفاق السلام”، بينما أشار مايكل مكارثي، الرئيس التنفيذي لشركة Moomoo في أستراليا ونيوزيلندا، في تصريحات نقلها موقع Yahoo Finance، إلى أن تأثير وقف إطلاق النار على الإمدادات محدود، مؤكدًا أن منظمة أوبك+ ما زالت دون أهدافها الإنتاجية رغم قرارها الأخير بزيادة طفيفة في إنتاج نوفمبر.

---

توقعات الأسبوع القادم والتوازن بين العرض والطلب

مع تراجع التوترات الجيوسياسية وارتفاع الدولار، تتجه الأسواق إلى مزيدٍ من الحذر خلال الأيام المقبلة. ومن المتوقع أن تلعب قرارات مجموعة أوبك+ دورًا محوريًا في تحديد المسار التالي للأسعار، لا سيما بعد أن وافقت على زيادة متواضعة في الإنتاج بنحو 137,000 برميل يوميًا اعتبارًا من نوفمبر. (Financial Times)

وعلى الرغم من ذلك، لا تزال عدة عوامل تُلقي بثقلها على التوقعات السعرية:

• فائض المعروض المحتمل: يُشير بعض المحللين إلى أن زيادة الإنتاج قد تفوق النمو في الطلب العالمي، مما قد يدفع الأسعار نحو مستويات أدنى. (Reuters)
• ضعف تنفيذ حصص الإنتاج: بالرغم من الالتزامات الرسمية، فالتقييمات تفيد بأن بعض دول أوبك+ لم تلتزم بالكامل بزيادة الإنتاج المقررة، ما قلّل من فعالية السياسة التصاعدية. (Reuters)
• تباطؤ الطلب العالمي: في عدد من الاقتصادات الكبرى، بدأت إشارات النمو تضعف، مما يقلل من الضغط التصاعدي على الأسعار. (Reuters)
• توقعات اقتصادية مؤقتة: على سبيل المثال، لدى جيه بي مورغان توقع بأن يبلغ سعر خام برنت حوالي 66 دولارًا في 2025، لكنه يحذر من مخاطر النزول في الأمد المتوسط إذا استمرت الضغوط على النمو. (JPMorgan)

بناءً على هذه المعطيات، فإنه من المرجح أن تتذبذب أسعار النفط خلال الأسبوع القادم ضمن نطاق معتدل، قد تتراوح فيه أسعار برنت بين 63 إلى 68 دولارًا للبرميل، مع مزاحمة لخيارات الانخفاض إذا وضعت الزيادة في العرض أو ضعف الطلب مزيدًا من الضغط.

---

• التزام الموقع: تمت مراجعة وتحرير هذا المقال بدقة من قبل فريق “أنا الخبر” استناداً إلى مصادر مفتوحة موثوقة، لضمان أعلى معايير الدقة والمهنية.