أشرف حكيمي.. عندما يصبح قميص المغرب أهم من الملايين

أشرف حكيمي رياضة أشرف حكيمي

في زمنٍ أصبحت فيه كرة القدم حساباتٍ دقيقة، وأرقامًا تُقاس باليورو والدولار، يخرج اسم أشرف حكيمي ليكسر هذه المعادلة، ويعيد النقاش إلى جوهره الحقيقي: ماذا يعني أن تمثل بلدك؟

حين تُعلن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن منحة التتويج بكأس أمم إفريقيا قد تصل إلى 100 مليون سنتيم لكل لاعب، قد يبدو الرقم كبيرًا في نظر الشارع الرياضي. لكن عند وضعه في سياق حالة أشرف حكيمي تحديدًا، تتغير الصورة بالكامل. لاعب يتقاضى مع باريس سان جيرمان راتبًا شهريًا يناهز 1.1 مليون يورو، أي أن تلك المنحة لا تعادل حتى أربعة أيام من راتبه، ومع ذلك لم يكن المال يومًا دافعه.

أشرف حكيمي لم يتعامل مع المنتخب كـ“موعد إضافي” في رزنامة مرهقة، ولا كعبء قد يهدد موسمه مع فريقه الأوروبي. على العكس، عجل من وتيرة تعافيه، خاطر، ولا يزال مستعدًا للمخاطرة، فقط ليكون حاضرًا مع بلده. في وقت اعتذر فيه نجوم من الصف الأول عن خوض الأولمبياد أو المنافسات القارية بدعوى الإرهاق أو ضغط الأندية، اختار حكيمي طريقًا آخر، طريق الالتزام الصامت دون ضجيج.

الفارق لا يظهر فقط في قرار اللعب، بل في التفاصيل الصغيرة التي تصنع المعنى الكبير. هناك من يفرض شروطًا خاصة على بلده: إقامة، تنقل، حراسة، امتيازات. وهناك أشرف حكيمي، الذي لا تشعر بفرق بينه وبين يوسف بلعماري أو مهدي لحرار داخل التجمعات. نفس اللباس، نفس الانضباط، نفس الروح. نجم عالمي، نعم، لكنه داخل المنتخب مجرد لاعب يخدم المجموعة.

الأهم أن هذا السلوك ليس طارئًا ولا لحظة عاطفية عابرة. منذ بداياته، مرورًا بشبابه، وصولًا إلى مصاف نجوم الصف الأول عالميًا، ظل حكيمي هو نفسه في تعامله مع قميص المنتخب، مع زملائه، مع مدربيه، ومع مسؤولي الكرة المغربية. لم تغيّره الأضواء، ولم تُربكه النجومية.

اليوم، أشرف حكيمي لا يفكر في كيفية إنهاء موسمه مع باريس سان جيرمان، ولا في ما إذا كان سيعود جاهزًا مائة في المائة بعد الإصابة. السؤال الوحيد الذي يشغله هو: كيف يرفع كأس أمم إفريقيا بقميص المغرب؟ هنا بالضبط يكمن الفرق بين لاعب كبير… ونموذج وطني.

أشرف حكيمي ليس مجرد ظهير أيمن من طراز عالمي، بل رسالة واضحة للأجيال القادمة: تمثيل الوطن شرف لا يُقاس بالمنح، ولا يُختزل في العقود، بل يُترجم في المواقف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً