في خطوة قد تُحدث زلزالاً في عالم تصفح الإنترنت، أعلنت شركة أوبرا Opera عن إطلاق وحشها الجديد، متصفح “Neon”، الذي يُهدد بإعادة تعريف علاقة الإنسان بالشبكة العنكبوتية بشكل جذري، وذلك من خلال إدماج جيش من وكلاء الذكاء الاصطناعي الخارقين القادرين على تنفيذ المهام بدلاً من المستخدم أو بالتعاون معه بطريقة تبدو وكأنها من أفلام الخيال العلمي.
وقالت الشركة، في منشورات متفجرة عبر منصاتها الرسمية، إن متصفح Opera Neon ليس مجرد أداة عرض صفحات ويب، بل هو كيان ذكي يستطيع التفاعل سياقياً مع محتوى هذه الصفحات، والقيام بمهام معقدة مثل البحث المتقدم، والتصميم الإبداعي، وحتى اتخاذ إجراءات كاملة نيابةً عن المستخدمين، كأنه يقرأ أفكارهم وينفذ رغباتهم الخفية. ونقل عن هنريك ليكسو، مدير منتجات الذكاء الاصطناعي في أوبرا، قوله إن هذا المتصفح الجديد يشكّل “نقلة نوعية مرعبة” في طريقة استخدام الإنترنت، حيث يُمكن للذكاء الاصطناعي “فهم طلبات المستخدم وتأويلها بدقة شيطانية”، باستخدام وكلاء سحابيين فائقين لتلبية تلك الطلبات بسرعة البرق.
ويُقدم “Neon” أدوات ذكاء اصطناعي متطورة تجعل ما هو متاح في “Copilot” من مايكروسوفت، ووكيل “Operator” من OpenAI، يبدو وكأنه من العصر الحجري، مثل واجهة دردشة قادرة ليس فقط على الإجابة عن الأسئلة، بل وتقديم معلومات دقيقة مستخلصة من الصفحة التي يتصفحها المستخدم في تلك اللحظة. ويتضمن المتصفح وكيلاً ذكياً فائقاً (كان يُعرف سابقاً باسم Browser Operator) يمكنه أتمتة المهام الروتينية المملة كالتسوق عبر الإنترنت بسحره الخاص، أو ملء النماذج الطويلة تلقائياً بدقة متناهية.
ويعتمد هذا المتصفح “الثوري” على ثلاث وظائف رئيسية مرعبة مستندة إلى الذكاء الاصطناعي: الدردشة والإجابة الفورية عن أي استفسار مهما كان معقداً، وتصفح الإنترنت بطريقة لم يسبق لها مثيل اعتمادًا على الوكلاء الذكيين الذين يتوقعون خطواتك، بالإضافة إلى قدرته المذهلة على إنشاء الألعاب والتطبيقات والتقارير المخصصة بناءً على أوامر بسيطة. وأكدت أوبرا أن المستخدم يمكنه، على سبيل المثال، أن يطلب من المتصفح بكلمات قليلة إنشاء لعبة قديمة كان يحبها، أو توليد تقرير مفصّل ومزلزل عن أي موضوع يخطر بباله، أو حتى كتابة أكواد برمجية معقدة لتجسيد فكرة تجارية ما.
ولكن الوصول إلى هذا “الكنز التكنولوجي” لن يكون متاحاً للجميع في الوقت الحالي، حيث تُتيح الشركة الوصول إلى متصفح Neon حاليًا عبر نظام الدعوات الحصري فقط، إذ يمكن لأعضاء مجتمع أوبرا المحظوظين الانضمام إلى قائمة انتظار طويلة لتجربة هذا السحر الجديد. كما أكدت الشركة أن هذا المتصفح الخارق سيكون قائمًا على نظام الاشتراكات، دون أن تكشف حتى الآن عن تفاصيل الأسعار أو الخطط المتاحة، مما يضيف طبقة أخرى من الغموض والإثارة حول هذا الاختراع الذي قد يغير وجه الإنترنت إلى الأبد.