إسبانيا تتحدث بصوت واضح.. الرباط شريك استراتيجي لا غنى عنه في المتوسط

وزير خارجية إسبانيا والمغرب آراء وزير خارجية إسبانيا والمغرب

بقلم: نجيب الأضادي

من مدريد هذه المرة تأتي الرسالة واضحة، لا تحتمل التأويل: المغرب وإسبانيا ليسا شقيقين في الجغرافيا فقط، بل حليفان في المصير والمصلحة المشتركة. البيان المشترك الصادر عقب القمة رفيعة المستوى أعاد ضبط البوصلة السياسية في شبه الجزيرة الإيبيرية، مؤكداً أن العلاقات المغربية الإسبانية خيار استراتيجي وليس ظرفية سياسية عابرة.

الرباط ومدريد اليوم تتقدمان بخطى ثابتة نحو نموذج شراكة إقليمية متوازنة، تستند إلى الثقة المتبادلة، الحوار الدائم، والتقارب الواقعي في الملفات الكبرى. دعم إسبانيا الصريح لمبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية ولمخرجات قرار مجلس الأمن 2797، رسالة دبلوماسية قوية تُسقط كل رهانات التشويش، وتؤكد بأن السيادة المغربية في أقاليمه الجنوبية حقيقة تعيها مدريد جيدًا وتتعامل معها سياسيًا، قنصليًا واقتصاديًا.

القمة حملت معها مكاسب عملية لا شعارات إنشائية:

  • اتفاقات في الأمن والتعاون القضائي ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية
  • مشاريع ربط طاقي وغازي وبرامج مشتركة في الفلاحة والأمن الغذائي
  • انفتاح ثقافي وتبادل أكاديمي وخارطة طريق لتسهيل حياة الجالية المغربية بإسبانيا

وفي المقابل، لم تتردد إسبانيا في شجب ما تتعرض له الجالية المغربية من استهداف سياسي من بعض التيارات اليمينية المتطرفة، في رد يحمل دلالات على وعي الدولة العميقة بأهمية المكون المغربي داخل المجتمع الإسباني وبدوره الاقتصادي والاجتماعي.

نعم، هناك من يحاول العرقلة. اليمين المتطرف في الداخل، ونظام فقد بوصلته شرقًا. لكن الحقيقة على الأرض تقول إن تحالف الرباط ومدريد بات أعمق من أن تهزه حملات العداء أو ضجيج سياسات قصيرة النفس.

التاريخ يكتب اليوم صفحات جديدة: مغرب قوي وسيادي في الجنوب، وإسبانيا تبحث عن شريك موثوق في بوابة إفريقيا.

والجواب أتى من مدريد بصيغة وثيقة رسمية: الرباط ليست مجرد جار.. إنها ركيزة استقرار المتوسط وشريك المستقبل.

  • كاتب ومدن مغربي

التعاليق (0)

اترك تعليقاً