عبد اللطيف بولعيش من طنجة
اعترافات مثيرة أدلى بها المشتبه به في قتل الطفل عدنان، الذي ملأت قصته الدنيا وشغلت الناس. مساء يوم الجمعة الماضي سيق المتهم إلى مقر ولاية الأمن، بعدما تم إيقافه عند حدود الساعة السادسة مساء. بدت ملامحه غير تلك التي التقطتها عدسات كاميرا المراقبة، فقد قص شعره وحلق لحيته، حتى يخفي معالم وجهه. ظن قاتل عدنان أنه لن يفتضح أمره، غير أن قدر الله كان يخفي شيئا آخر.
لأزيد من أربع ساعات في غرفة التحقيق، ظل ينفي القاتل المنسوب إليه، لكن حنكة المحققين جعلته يعترف بعدما انهارت قواه وخاب مسعاه في المراوغة.
قبل منتصف الليل بساعة، انطلق مسلسل الإعترافات. “نعم أنا اختطفته” يقول الجاني دون خجل ويداه ترتجف. كيف ذلك يسأل المحقق؟ قصدت حيه، رمقته عن طريق الصدفة بعدما قمت بسحب أموال من إحدى الوكالات البنكية، استدرجته بعدما سألته عن مكان روض كان قريب من البيت الذي أكتيره، رافقته إلى هناك. يسترسل الجاني معترفا:”طلبت منه الإنتظار أمام بيتي قلت له بأنني سأهديه شيئا، لكن بعد لحظات ناديته ليصعد فلم يتردد”.
“قمت باغتصابه، بدأ يقاوم ويصرخ خشيت من أن ينتبه الجيران إليه، فحاولت إسكاته، لكن أصر على الصراخ فلجأت إلى خنقه”. ماذا بعد؟ يسأل المحقق، فأجاب:” صعدت به إلى غرفة غير مكتملة البناء وضعته هناك، وألقيت عليه سترا حتى أعلم ماذا أفعل بالجثة”.
عاد أصدقاؤه إلى المنزل ليلا، بدت الأمور عادية، لم يبح لهم بشيء، كان يفكر في طريقة ما للتخلص من الجثة. في الأخير اهتدى إلى مكان قريب من حييه، هناك حفر حفرة ليلقي فيها جثة الطفل.
في الصباح اتجه نحو حلاق قص شعره ولحيته، وتصرف بشكل عادي، كان يتابع أخبار الطفل عن طريق صفحته بالفايسبوك، كان يضع علامات الحزن على المقالات التي تتحدث عن اختفاء الطفل، تصرف كما لو أنه ليس جلاد الطفل، وما هي إلا ساعات حتى اهتدت عناصر الأمن لمكان الجاني لتضع نقطة النهاية لهذه القصة المأساوية.