أنا الخبر ـ هسبريس

متمركزة بمحاذاة معبر الكركارات، لم تذعن جبهة البوليساريو لكل التحذيرات الصادرة عن الأمم المتحدة، بشأن ضرورة سحب قواتها من المركز الحدودي، ضمانا لسلاسة التنقلات التجارية في المنطقة، بعد أن شهد أزمة غير مسبوقة خلال الأشهر الماضية، لوّح فيها طرفا الصراع بإشهار ورقة “التحرك العسكري”.

التأكيد على مرابطة عساكر جبهة البوليساريو قرب الكركارات جاء، هذه المرة، على لسان ما يسمى بممثلتها بألمانيا نجاة حندي، التي أكدت أن عناصر إبراهيم غالي مستعدة للتدخل في أي لحظة، متجهة إلى اعتبار البقاء بمحيط المعبر الحدودي احتياطا من خرق المغرب للاتفاق المبرم مع الأمم المتحدة.

ومضت ممثلة البوليساريو، في تشديدها على انتظار الجبهة لمبعوث أممي جديد، مسجلة في السياق ذاته، أنه إلى حدود اللحظة لم تتفق الدول على اسم معين لخلافة المبعوث المستقيل هورست كولر؛ لكن من المرتقب أن يعين قبيل شهر أكتوبر المقبل، لعدة اعتبارات يتقدمها دنو تاريخ نهاية الولاية الانتدابية لبعثة المينورسو.

وتأتي خطوة المرابطة بالكركارات بعد أيام قليلة من عودة إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، في حوارٍ له مع قناة الحرة الأمريكية، إلى خيار حمل السّلاح؛ فقد اعتبرَ زعيم الانفصاليين أنه “إذا كان ممرا إجباريا فسنمرُّ من ذلك الممرّ الإجباري، حتى نصل إلى حقنا في تقرير المصير”.

وفي هذا الصدد، قال الشرقي الخطري، رئيس مركز الجنوب للدراسات والأبحاث، إن “معبر الكركارات أصبح نقطة مهمة على مستوى الصراع القائم بين المغرب والبوليساريو؛ فالطرف الأول يتهم الجبهة باختراق المنطقة العازلة، ويقيم إجراءات صارمة لحماية الحركة التجارية بالمنطقة، والبوليساريو بدورها تلجأ إلى نشر صور تحيل على أنها تدبر المنطقة”.

وأضاف الخطري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه “منذ 3 سنوات معبر الكركارات بات رئيسيا لفهم مستجدات الملف، بل كاد يجر المنطقة نحو التدخل العسكري”، مسجلا أن “خرجات سفراء البوليساريو توضح تغيير الإستراتيجيات خاصة في روسيا وألمانيا، والهدف يبقى هو طرح خطاب سياسي موجه أساسا إلى التناول الإعلامي”.

وأوضح المتحدث أن “البوليساريو تحاول تصريف أزمتها على المستوى الخارجي، خصوصا أمام انتشار الاعتقالات في صفوف المعارضين، وغياب أدنى بوادر تغيير بعد 40 سنة من التأسيس”، مشددا على أن “تعيين المبعوث الأممي المقبل كفيل بإعادة النظر في عديد الأمور، والجميع يحاول التأثير في القرار الدولي، للمجيء باسم معين”.

المقالات الأكثر قراءة

التعليقات مغلقة.