أنا الخبر ـ زنقة 20

نشرت القناة الإسرائيلية في نسختها العربية i24 News ، تقريراً حول اختفاء “الثريا الكبرى” بجامع القرويين بفاس بعدما تم نقلها إلى متحف اللوفر بفرنسا للمشاركة بها في معرض انتهى عام 2015.

و قال التقرير إن الثريا النفيسة لم يتم ارجاعها لمكانها لحد الآن ، وهو ما أثار جدلا واسعا بين المواطنين المغاربة، ولم يستطع أحد معرفة الوجهة التي نقلت إليها، إلا بعد ظهورها وهي تضئ القاعة الرئيسية لمتحف اللوفر في باريس بفرنسا يضيف ذات المصدر.

و ذكرت القناة أن ” سكان وزوار جامع القرويين اختفاء “الثريا الكبرى” التي تتوسط الجامع، بقطر يبلغ 2,25 متر، ويقدر وزنها بحوالي 1750 كلغ، وحتى لا يكثر اللغط حول اختفائها، عمدت مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية بفاس، في فبراير 2014 على تعليق منشور كنب فيه” تعلن المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بجهة فاس بولمان، أنه تقرر نقل ثريتين اثنتين من المنقولات الأثرية لجامع القرويين إلى متحف البطحاء بمدينة فاس قصد الترميم” .

غير أن الانتظار طال، وبدأت الشكوك تتناسل حول اختفاء هذه المعلمة الاثرية الفريدة من نوعها، ولم تبادر مندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى أي توضيح.

سيكتشف المغاربة حسب نفس التقرير ، في عام 2015 أن “الثريا الكبرى” تم نقيلها إلى باريس، من ضمن 300 قطعة أثرية استثنائية مغربية، يتم إخراجها من المغرب لأول مرة للمشاركة في معرض يستضيفه متحف اللوفر بباريس مخصص للفترة الممتدة من القرن الحادي عشر وحتى القرن الخامس عشر، تحت شعار “المغرب الوسيط”، المعرض افتتح رسميا، بحضور الأميرة للا مريم ووزيري الثقافة الفرنسي والمغربي ورئيس متحف اللوفر جان لوك مارتينيز ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف المغربية مهدي قطبي إضافة إلى شخصيات دبلوماسية وسياسية وثقافية وفنية واجتماعي.

وكان من المفروض أن يستمر المعرض على غاية 19 يناير 2015، ويتم ارجاعها إلى مكانها بالجامع، غير أن أمد تغييب” الثريا الكبرى” قد طال عن رواق مسجد وجامع القرويين، “بفعل مدروس وممنهج” يورد ذات المصدر.

و توجد”الثريا الكبرى” بـقاعة الصلاة بجامع القرويين عند ملتقى البلاط الأوسط الممتد من المحراب إلى العنزة بالبلاط الذي يتسامت عليه باب الصالحين غربا وباب السبع لويات شرقا، قبة مضلعة علقت بها ثريا فريدة من نوعها تعتبر أكبر وأجمل ثريات العالم الإسلامي التي تعود للعصر الوسيط، إضافة إلى كونها أقدم قطعة من هذا النوع في الفن المغربي-الأندلسي كونها شكلت نموذجا لجميع القطع التي ستأتي بعدها بما في ذلك ثريا المجد الكبير بمدينة تازة شرق المغرب،رغم كبر حجمها.

وتعود هذه الثريا الضخمة التي تزن سبعة عشر قنطارا ونصف إلى العصر الموحدي، حيث قام الخليفة أبي عبد الله الناصر الموحدي باقتراح من القاضي أبو محمد عبد الله بن موسى المعلم الذي عمل كخطيب للجامع بين 1202م و1219م باستبدال الثريا الزناتية التي نصبت خلال التوسعة الثانية للقرويين بمناسبة مقام عبد الملك المظفر بفاس لما لحقها من أضرار، حيث تم صهرها من جديد وزيد عليها من النحاس قدرا مهما واستأجر الصناع والحرفيين حيث صرف فيها سبع مائة وسبعة عشر دينارا ودرهمان ونصف الدرهم كل ذلك من مال أوقاف القرويين.

وتعتبر “الثريا الكبرى” لجامع القرويين، حسب ذات المصدر من أهم وأكبر القطع الاثرية المعروضة بمتحف اللوفر، ومن أجمل الثريات بالعالم الإسلامي، يعود أصلها إلى أشغال توسعية وإصلاح المسجد الإدريسي التي قام بها الأمراء الزناتيون بدعم من الخلفاء الأمويين بالأندلس.

المقالات الأكثر قراءة

التعليقات مغلقة.