تراجع الرئيس الأرجنتيني ميلي عن حضور نهائي كأس العالم للشباب 2025 أمام المغرب في تشيلي. يعزى القرار للضغوط الداخلية، والانتقادات الشعبية، والخوف من استغلال الحدث سياسياً في ظل أجواء انتخابية مشحونة، بالإضافة إلى خلافات مع الاتحاد المحلي لكرة القدم. الغياب يمنح المغرب دفعة معنوية، بينما يضيف ضغطاً للأرجنتين، ويسلط الضوء على تداخل السياسة والرياضة في أمريكا اللاتينية.
في خطوة مفاجئة أثارت تساؤلات في الأوساط الرياضية والسياسية على حد سواء، قرر الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي التراجع عن حضور نهائي كأس العالم للشباب 2025، الذي سيجمع بين منتخبي الأرجنتين والمغرب في العاصمة التشيلية سانتياغو.
القرار جاء رغم التأكيدات السابقة للسلطات الشيلية ولفيفا بشأن مشاركة ميلي في الحدث، قبل أن يُعلن مكتب الرئاسة عن إلغاء الرحلة في اللحظة الأخيرة بعد اجتماع مغلق مع فريقه الرئاسي.
ضغوط داخلية وانتقادات شعبية
ووفق ما نقلته وسائل إعلام لاتينية، من بينها موقع Doble Amarilla الرياضي، فإن هذا القرار جاء نتيجة الضغوط المتزايدة على الرئيس ميلي داخل الأرجنتين، بعد موجة من التعليقات السلبية على منصات التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر كثيرون أن حضوره نهائي كأس العالم للشباب قد يُفسر على أنه استغلال سياسي للرياضة في ظل أجواء انتخابية مشحونة.
ويبدو أن ميلي خشي من أن يتحول الحدث الكروي إلى منبر احتجاجي ضده، خاصة مع إمكانية تعرضه لهتافات معارضة في المدرجات، في وقتٍ يستعد فيه لخوض انتخابات حاسمة في 26 أكتوبر الجاري.
تداخل السياسة بالرياضة
التقرير ذاته أشار إلى أن علاقة الرئيس الأرجنتيني بالاتحاد المحلي لكرة القدم ليست في أفضل أحوالها، بسبب الخلافات حول المرسوم رقم 1212 المتعلق بالإعفاءات الضريبية الخاصة برعاية المنتخب الوطني، وهي نقطة ظلت مثار جدل بين الحكومة والاتحاد منذ وصول ميلي إلى الحكم.
وبهذا، يتحول قرار الغياب من مجرد خطوة بروتوكولية إلى رسالة سياسية غير مباشرة، تؤكد عمق الخلاف بين السلطة التنفيذية والهيئة الكروية الأبرز في البلاد.
ترتيبات أمنية ألغيت في آخر لحظة
وبحسب المصادر نفسها، فقد كانت السلطات الشيلية قد أعدّت بالفعل خطة أمنية متكاملة بالتنسيق مع الفيفا، لتأمين حضور الرئيس الأرجنتيني في مدرجات ملعب سانتياغو، قبل أن تتلقى إشعار الإلغاء مساء أمس الخميس، ما دفعها إلى تعديل الترتيبات الأمنية في اللحظة الأخيرة.
غياب ميلي وتأثيره على المنتخب المغربي
غياب الرئيس الأرجنتيني عن نهائي كأس العالم للشباب قد يحمل بعدًا نفسيًا مهمًا للمنتخب المغربي. إذ يمنح هذا الغياب اللاعبين شعورًا بأن الضغط النفسي على خصمهم ارتفع، خاصة في مباراة نهائية حاسمة أمام جمهور دولي متنوع.
كما يرسل هذا القرار رسالة مفادها أن المعركة ليست فقط داخل المستطيل الأخضر، بل تحيط بها أجواء سياسية وانتقادات إعلامية، وهو ما يمكن أن يكون عاملاً محفزًا للمنتخب المغربي للتركيز على الأداء الفني دون تشتيت خارجي.
في المقابل، قد تشعر الأرجنتين ببعض الضغط الإضافي داخليًا، لكن كرة القدم دائمًا ما تمنح الفرصة للفرق التي تعرف كيف تحوّل الأزمات إلى دافع للانتصار، ما يجعل النهائي أكثر إثارة وتشويقًا لكل المتابعين.
بين السياسة والرياضة… صورة دولة
تراجع الرئيس ميلي عن السفر لحضور المواجهة النهائية لبطولة كأس العالم للشباب، يسلط الضوء مجددًا على تأثير السياسة على كرة القدم في أمريكا اللاتينية، حيث يتحول كل حضور أو غياب رسمي إلى رسالة رمزية تُقرأ داخليًا وخارجيًا.
أما بالنسبة للأرجنتين، فسيكون التركيز ابتداء من منتصف الليل بتوقيت المغرب على الأداء داخل المستطيل الأخضر، بينما تتابع الكواليس في بوينوس آيرس حسابات السياسة وانتخابات ما بعد النهائي.
🟤 تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.
التعاليق (0)