لم يكن القرار 2797 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، الخاص بالصحراء المغربية، مجرد قرار عابر؛ بل كان لحظة كشف حقائق مؤلمة وواضحة للطرف الذي اعتاد التلاعب بالمصطلحات، خاصة الجارة الشرقية.
فقد أثبتت النسخة الأصلية للقرار، التي نشرتها الأمم المتحدة، شيئاً كان المغرب يطالب به ويؤكده منذ عقود: الجزائر طرف أساسي في هذا النزاع، وليست مجرد “طرف مراقب” أو “داعم إنساني”.
- الضربة القاضية الأولى: الإزالة الكاملة لمصطلح “الطرفين”، وهو المصطلح الذي حاولت الجزائر التستر خلفه لسنوات طويلة، لتفادي مسؤوليتها المباشرة أمام المجتمع الدولي.
- الضربة القاضية الثانية: التأكيد الصريح وغير القابل للتأويل على موقف الجزائر كطرف مباشر في النزاع الإقليمي.
هذا الوضوح الأممي لم يترك مجالاً للمناورة، وهو ما أثار، حسب المعطيات المتوفرة، غضباً شديداً داخل دوائر القرار العسكري في الجزائر، الذي يرى في هذا التراجع الدبلوماسي فشلاً ذريعاً لوزارة الخارجية الجزائرية، ممثلة في وزيرها أحمد عطّاف.
عطّاف.. من “الوسيط” المزعوم إلى “المستعطف” المرفوض!
في محاولة بائسة لإنقاذ ماء الوجه، وتغطية على فشل استراتيجيتهم، خرج وزير الخارجية الجزائري أحمد عطّاف مؤخراً بحديث يثير السخرية حول “إمكانية لعب الجزائر دور الوسيط“ في قضية الصحراء المغربية.
كيف يمكن لطرف أساسي في النزاع، ويُصنَّف الآن بوضوح في قرارات مجلس الأمن، أن يتقمص دور “الوسيط المحايد”؟ هذا التناقض الصارخ لا يمكن أن يقنع عاقلاً، بل يؤكد فقط استمرار منطق التضليل والمراوغة.
لقطة تكشف كل شيء: غوتيريش يدير ظهره!
لكن المشهد الذي اختزل هذا الفشل الدبلوماسي والأخلاقي بشكل دراماتيكي هو ذلك الفيديو الذي انتشر مؤخراً. ظهر فيه عطّاف وهو يستعطف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لمحاولة الحديث عن ملف الصحراء.
رد فعل غوتيريش كان أقوى من ألف تصريح رسمي. بكل هدوء وثقة، وعلى طريقة “عذراً لا وقت لدي”، أدار ظهره ومضى في طريقه، تاركاً الوزير الجزائري واقفاً بحديث لم يكتمل ورواية لم تعد تجد آذاناً صاغية.
هذه اللقطة ليست مجرد حادثة عابرة؛ إنها رمز يختصر حالة الدبلوماسية الجزائرية اليوم في أروقة الأمم المتحدة: الإقصاء والتهميش أمام الوضوح المغربي المتصاعد.
رسالة واضحة للمغرب
إن ما حدث يؤكد صحة المسار المغربي تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، والذي يقوم على:
- الوضوح المطلق: لا تراجع عن مغربية الصحراء، والمقترح الوحيد الجاد والواقعي هو الحكم الذاتي.
- المسؤولية الدولية: المطالبة بتحديد المسؤوليات ووضع الجزائر كطرف معني أمام طاولة المفاوضات.
إن صفعة القرار 2797 وإهانة غوتيريش العلنية لعطّاف، هما وجهان لعملة واحدة: سقوط القناع عن “الحياد” المزعوم، وتأكيد على أن الجزائر لم تعد قادرة على الاستمرار في مسرحية التضليل الدبلوماسي، وما بقي لها إلا الاستسلام للأمر الواقع “فكلشي عاق وفاق”.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)