المغرب يحقق رقما غير مسبوق في تصدير فاكهة”الأفوكادو”

المغرب يحقق رقما غير مسبوق في تصدير فاكهة"الأفوكادو" مختارات المغرب يحقق رقما غير مسبوق في تصدير فاكهة"الأفوكادو"

أنا الخبر| analkhabar|

في مشهد تجاري عالمي يتسم بالتحديات الكبرى، حيث تتشبع الأسواق وتتآكل الأسعار بشكل عام، نجح المغرب في أن يرسخ بهدوء وثبات مكانته كأحد الركائز الأساسية والموثوقة في العرض العالمي لفاكهة الأفوكادو. فقد تمكنت المملكة، في إنجاز هو الأول من نوعه في تاريخها الزراعي والتصديري، من شحن ما يربو على 100 ألف طن من هذه الثمرة الثمينة إلى الأسواق الخارجية، وذلك وفقاً لتحليل معمق صدر مؤخراً بشكل مشترك عن منصتي “إيست فروت” (EastFruit) و”فريش بلازا” (FreshPlaza) الدوليتين المتخصصتين في رصد وتحليل أسواق المنتجات الطازجة.

هذا الأداء الاستثنائي، الذي يسجله قطاع الأفوكادو المغربي للسنة الثانية على التوالي، جاء مدعوماً بظروف مناخية وُصفت بالموائمة نسبياً خلال مراحل الإنتاج، وبجودة فائقة للمنتوج المغربي حظيت بإشادة واسعة وتقدير كبير من كبار المستوردين الدوليين. ويأتي هذا النجاح المغربي اللافت في وقت يعاني فيه السوق الدولي بشدة من وطأة العرض الفائض، خاصة من دول منتجة رئيسية وعملاقة كالبيرو، ومن حرب أسعار ضارية باتت سمة شبه هيكلية لهذا السوق المتقلب. وتشير التقديرات المتخصصة إلى أن صادرات المغرب من الأفوكادو تراوحت فعلياً ما بين 100 ألف و110 آلاف طن خلال الموسم المنصرم.

وفي ظل هذا الواقع المعقد، تواجه السوق الأوروبية على وجه الخصوص تحديات جمة، حيث يؤدي تدفق الشحنات المكثفة من مصادر متعددة ومتنافسة إلى زعزعة آليات تحديد الأسعار واستقرارها. فبينما تُغرق كميات هائلة من أفوكادو “هاس” البيروفي الأسواق الإيطالية مسببةً انهياراً حاداً في الأسعار، تجد أصناف أخرى مثل “بينكرتون” اهتماماً متجدداً من المستهلكين. وتشهد إسبانيا نمواً في تدفقاتها التجارية، خاصة نحو أسواق فرنسا وهولندا وألمانيا، فيما تضغط الأحجام الكبيرة المستوردة في ألمانيا على أسعار السوق الفورية. وحتى في فرنسا، حيث لا يزال الطلب قوياً على أفوكادو “هاس” (معظمه من بيرو)، فإن ضخامة الكميات المفرغة في السوق قد تعجل بنهاية مبكرة للموسم، بما يقدر بشهر كامل قبل الموعد المعتاد. هذا الوضع دفع بالعديد من المتعاملين في موانئ رئيسية مثل لندن وهامبورغ وأنتويرب إلى مراجعة هوامش أرباحهم وتخفيضها، في مواجهة وفرة المعروض وتزايد عدم تجانس جودة المنتجات من بعض المصادر.

أما في أمريكا الشمالية، فتواصل الولايات المتحدة استيعاب الجزء الأكبر من صادرات الأفوكادو المكسيكية، مع توقعات بنمو إضافي خلال الموسم القادم. إلا أن التدفق المتزامن للفاكهة من المكسيك وكاليفورنيا وبيرو وكولومبيا يفرض ضغوطاً سعرية مستمرة نحو الانخفاض. وفي أجزاء أخرى من العالم، مثل تشيلي التي خصصت كميات كبيرة لسوقها المحلية وعوضت النقص بواردات من بيرو، وجنوب إفريقيا التي تخطط لشحن كميات كبيرة رغم تأخر مواسم الحصاد، وكولومبيا التي توسع حصتها العالمية، تتفاوت ديناميكيات السوق بشكل كبير. بينما شهدت الأسواق الآسيوية، كالسوق الصينية، ارتفاعاً في أسعار الأفوكادو نظراً لتأخر وصول الشحنات البيروفية وانخفاض عام في الكميات الواردة، مع استمرار تقدير الجودة المتجانسة للمنتجات التشيلية المتوفرة.

وفي خضم هذه التقلبات العالمية والضغوط التنافسية، تبرز “الموثوقية المغربية” كعنصر حاسم وميزة تنافسية فارقة. فعلى الرغم من موجات الجفاف التي أثرت على بعض أحواض الإنتاج الرئيسية للأفوكادو في المملكة، تمكن المغرب من الحفاظ على إمدادات منتظمة وثابتة للسوق الدولية، تميزت بجودتها العالية واستمراريتها، وهو ما حظي بإشادة وتقدير واسعين. وفي هذا السياق، نُقل عن وسيط هولندي متخصص وذي خبرة واسعة في القطاع قوله: “في ظل ظروف عالمية يسودها عدم الانتظام والتسرع في إغراق الأسواق بمنتجات متفاوتة الجودة، أصبحت الموثوقية والجودة العالية التي يتميز بها المنتوج المغربي بمثابة كلمة السر، والمعيار الأساسي الذي يفضله كبار المستوردين ويجعلهم يطلبونه بالاسم”. وهو ما قد يفسر، إلى حد كبير، كيف استطاع الأفوكادو المغربي أن يبهر الأسواق العالمية ويحافظ على مكانته المتقدمة والمتنامية رغم كل التحديات.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً