المغرب يستضيف أول مكتب إقليمي للفيفا في إفريقيا: تحليل الأسباب والآثار

صورة مركبة لعلم المغرب رفقة رئيس فيفا رياضة صورة مركبة لعلم المغرب رفقة رئيس فيفا

بقلك: أحمد الحبوسي

شكل قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بافتتاح أول مكتب إقليمي له في القارة الإفريقية بالمغرب، عوضًا عن الجزائر، مادة دسمة لردود فعل متباينة، خاصة من الجانب الجزائري. وقد أثارت هذه الخطوة تساؤلات عديدة حول الأسباب الكامنة وراء اختيار المغرب، في ظل التنافس الإقليمي على استضافة مثل هذه المؤسسات الدولية.


رؤية إعلامية جزائرية: تفريط الجزائر واقتناص المملكة للفرصة

في هذا السياق، قدم الإعلامي الجزائري مصطفى المعزوزي تحليلاً لقرار الفيفا، معتبرًا أن المغرب بات يمتلك بنية تحتية رياضية قوية على مستوى القارة الإفريقية، بالإضافة إلى ملاعب عالمية قيد الإنجاز.

وأشار المعزوزي في تصريحات إعلامية إلى أن الجزائر “فرطت في هذا المكتب” ومنحت الفرصة للمغرب الذي “عرف كيف يقتنصها”. ويُنتظر أن يُفتتح المكتب الإقليمي للفيفا في الرباط يوم السبت المقبل، بحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، ورئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، فوزي لقجع.


عوامل اقتصادية وسياسية: لماذا استُبعدت الجزائر؟

أرجع عدد من المحللين والمتابعين سبب استبعاد الجزائر من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم بخصوص هذا المكتب إلى عوامل اقتصادية بحتة. فوفقًا لأحد المتتبعين، “ليس هناك مناخ للاستثمار في الجزائر، الاقتصاد في الحضيض، العملة الجزائرية لا قيمة لها، البنية التحتية صفر، والمعضلة الكبيرة المؤسسات ضعيفة، النظام عسكري لا يفقه شيئًا في الاستراتيجيات، والمستوى الكروي في تراجع”. ويتساءل المتتبع: “كيف إذن للفيفا أن تثق في دولة كالجزائر، وحتى أن تفكر في دولة غير مستقرة سياسيًا واقتصاديًا؟”. ويذهب البعض إلى القول إن الجزائر “في طريق الانهيار والإفلاس”.


المغرب: بلد الإنجازات والنموذج القدوة

في المقابل، يرى آخرون أن اختيار المملكة كان طبيعيًا ومنطقيًا، حيث عبر أحدهم بالقول: “”المغرب”المملكة بلد الإنجازات في جميع المجالات، وخاصة الرياضية منها على الصعيد الإفريقي بل العالمي، ولا تجوز مقارنته مع الجيران”. ويدعو هذا الرأي “الإخوة الجزائريين” إلى “اتخاذ المغرب كقدوة للوصول إلى ما وصل إليه وذلك بالعمل ثم العمل”.


توقيت الافتتاح: تزامن استراتيجي مع كأس أمم إفريقيا للسيدات

يأتي افتتاح المكتب الإقليمي للفيفا في الرباط يوم السبت المقبل بالتزامن مع المباراة النهائية لـكأس أمم إفريقيا للسيدات “المغرب 2024”، والتي ستُجرى على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط، بين المنتخبين الوطني والنيجيري. هذا التوقيت يُعد استراتيجيًا، حيث يبرز قدرة المملكة على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى ويؤكد مكانته المتنامية على الساحة الكروية الإفريقية.


لماذا المغرب؟ قرار مدروس ومستقبل واعد

أكد عدد من المتابعين أن اختيار المملكة من قبل الفيفا لافتتاح مكتب إقليمي له لم يكن اعتباطيًا أو عشوائيًا، بل هو قرار مدروس من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم. ويرجع ذلك إلى كون المغرب أصبح من الدول الرائدة على مستوى البنية التحتية الرياضية، وهو البلد الذي يستعد لتنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 بشكل مشترك. هذه العوامل مجتمعة جعلت من البلد وجهة جذابة وموثوقة للفيفا لترسيخ وجودها الإقليمي وتعزيز تطوير كرة القدم في القارة السمراء.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً