قالت صحيفة “إلباييس” الإسبانية، إن الموانئ البحرية التجارية الإسبانية تواجه منافسة قوية من ميناء طنجة المتوسط، وقد بدأت تفقد ريادتها في حركة التجارة البحرية، منذ إطلاق الملك محمد السادس لميناء طنجة المتوسط، وتدشينه خلال سنة 2007، أي بعد 13 سنة من وجوده فقط.

وأضافت إلباييس، في تقرير نشرته اليوم الإثنين، حول نمو ميناء طنجة المتوسط وتأثيره على باقي الموانئ الإسبانية، وبالخصوص ميناء الجزيرة الخضراء، أن الميناء المغربي استطاع بعد 13 سنة من انطلاقه، في تجاوز جميع الموانئ الإسبانية خلال 2020 في مجال معالجة الحاويات بـ5,7 مليون حاوية، مقابل 5,4 مليون حاوية في ميناء فالينسيا، و5,1 مليون حاوية في ميناء الجزيرة الخضراء.

وأشار التقرير، بأنه بالرغم من أن ميناء الجزيرة الخضراء، لازال هو الأول والأكثر في إجمالي المعاملات بالبحر الأبيض المتوسط، حيث عالج 107 مليون طن من البضائع خلال سنة 2020، إلا أن ميناء طنجة المتوسط ينمو بشكل سريع، وقد تمكن من بلوغ 80 مليون طن خلال السنة الماضية، وتشير المعطيات أن نموه مستمر.

لكن بالرغم من هذه المنافسة التي أصبح يشكلها ميناء طنجة المتوسط على موانئ إسبانيا، وفي مقدمتها ميناء الجزيرة الخضراء، فحسب رئيس هيئة ميناء الجزيرة الخضراء، جيراردو لاندلوس، لا يجب النظر إليها من الجانب التنافسي، بل من الجانب التكاملي، حيث أشار وفق إلباييس، إلى أن المينائين يعتمدان على بعضهما البعض في الحركة التجارية، خاصة بين إفريقيا وأوروبا.

وسار على نفس النهج، البروفيسور سيربان المتخصص في الحركة التجارية البحرية، حيث صرح لـ”إلباييس”، بأن الموانئ لم تعد تتنافس فيما بينها بقدر ما ترتبط ببعضها البعض بسلاسل النقل البحري للبضائع، وتسهيل وصول الشحنات إلى وجهاتها، مشيرا إلى أن ميناء طنجة المتوسط أصبح يوفر هذه الخدمات بشكل جيد.

وفسر، فيرناندو غونزاليز لاكسي، مدير معهد للدراسات البحرية في إسبانيا لـ”إلباييس”، أسباب نمو ونجاح ميناء طنجة المتوسط في أن يصبح ضمن أكبر وأكثر الموانئ نشاطا في العالم، إلى عدد من العوامل، أبرزها اليد العاملة الرخيصة في الميناء، إضافة إلى قرب المناطق الصناعية من محيطه، والبنية التحتية الحديثة من المواصلات، وبالإضافة أيضا إلى حجم الميناء ومساحته الكبيرة.

وقال مسؤولون إسبان في تصريحات للصحيفة الإسبانية، أن من أسباب نجاح ميناء طنجة المتوسط، أيضا، ونموه المستمر، هو أنه مشروع تقف وراءه الدولة بكاملها، على عكس باقي الموانئ الإسباني، وبالتالي من أجل منافسة نمو طنجة المتوسط، تحتاج الموانئ الإسبانية، مثل ميناء الجزيرة الخضراء موارد مالية مثلما تتوفر لطنجة المتوسط.

هذا، وأشارت إلباييس، أن الموانئ الإسبانية ستزداد عليها المنافسة في مقبل السنوات من الجانب المغربي، مشيرة إلى ميناء الناظور الذي يستعد المغرب إلى افتتاحه في سنة 2023  بقدرة استيعاب 3,5 مليون حاوية، إضافة إلا أنه سيكون محاطا بالعديد من المناطق الصناعية الحرة، مما سيحول شمال المغرب إلى منافس أكثر شراسة لإسبانيا في الحركة التجارية البحرية. (المصدر: الصحيفة)

المقالات الأكثر قراءة

التعليقات مغلقة.