أنا الخبر ـ أ.ح

لم تلبث الصحافة الإسبانية طويلا لتعرب عن استيائها العميق من خطاب عيد العرش الذي ألقاه الملك محمد السادس، أول أمس السبت 31 غشت الجاري، بمناسبة الذكرى 22 لتوليه الحكم.

وجاء نص الخطاب الملكي مخالفا تماما لتوقعات الصحافة الإسبانية الرسمية ومن يدور في فلكها، حيث ركز بشكل كبير على الجارة الشرقية الجزائر ودعوتها لفتح الحدود والتوافق، في حين لم يذكر ولو بكلمة واحدة الجارة الشمالية إسبانيا التي تعيش أزمة مع المغرب.

وانعكست خيبة الأمل الرسمية الإسبانية على إعلامها الرسمي، حيث قالت وكالة الانباء الإسبانية الرسمية “إيفي”، في مادة إعلامية، نشرتها أمس الأحد فاتح غشت الجاري وفق “آشكاين”، إن “محمد السادس يمد يده إلى الجزائر لكنه لم يذكر إسبانيا في خطابه”.

وأكدت الوكالة الرسمية الإسبانية، والتي تعبر عن التوجه الرسمي لإسبانيا، على أن “الملك محمد السادس كرس خطابه في عيد العرش هذا العام لبناء جسور مع الجزائر المجاورة، لكنه لم يشر مرة واحدة إلى إسبانيا، البلد الآخر المجاور الذي يعيش معه المغرب أزمة عميقة منذ أبريل الماضي”.

ولفتت الوكالة نفسها، الانتباه إلى أنه “تكان هناك توقع إسباني لإشارة الملك محمد السادس  بأي شكل من الأشكال إلى إسبانيا، خاصة بعد إشارات الاسترضاء المتكررة من مدريد – وخاصة رحيل الوزير أرانشا غونزاليس لايا، التي أشارت إليها الرباط، لكن الملك لم يلمح حتى بشكل غير مباشر إلى الجار في الشمال”.

وتناقلت وسائل إعلام إسبانية اخرى خيبة الأمل التي عمت الإعلام الإسباني، منها صحيفة “إلباييس” الإسبانية الشهير،  التي نقلت ما أدرجته وكالة “إيفي”، ونفس الشيء بالنسبة لصحيفة “إلكونفيدونسيال”، وغيرها من الصحف، التي عبرت بدورها عن نفس الاستياء,

يأتي هذا في ظل التوتر الحاصل بين كل من المغرب وإسبانيا، حين استقبلت الأخيرة زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي للاستشفاء فوق ترابها، في 18 أبريل المنصرم، بشكل متستر دون إخطار مسبق المغرب، عجل من شد حبل التوتر بين الجانبين والذي بلغت ارتداداته حد استدعاء الجانبين لسفيرة المغرب بإسبانيا للتشاور.

علاوة على ذلك، تصاعد هذا التوتر بعد رشق إسبانيا المغرب باتهامات سماحها لآلاف المغاربة بالهجرة الجماعية إلى سبتة المحتلة، منذ الإثنين 17 ماي المنصرم، وهو ما عمق التوتر بشكل لافت، وأربك حسابات الجارة الإسبانية، ما دفعها إلى تغيير حكومي كان أبرز تغييراته استبدال  آراتنشا غونزاليس لايا، وزيرة الخارجية الإسبانية التي تردد اسمها كثيرا في الازمة بين الرباط ومدريد، إضافة إلى إغلاق القضاء الإسباني لملف إبراهيم غالي، الخميس 29 يوليوز الماضي،  بدعوى عدم وجود أدلة كافية على تهم “التعذيب والإبادة الجماعية”.

المقالات الأكثر قراءة

التعليقات مغلقة.