دشن المنتخب المغربي مشاركته في كأس أمم إفريقيا 2025 بانتصار هادئ لكنه بالغ الدلالة، بعدما تفوق على منتخب جزر القمر بهدفين دون رد، في المباراة التي احتضنها ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط اليوم الأحد 21 دجنبر الجاري، وسط أجواء جماهيرية مهيبة وحضور رسمي وازن، عكس حجم الرهان الوطني على هذه النسخة القارية.
مباراة الصبر… حين لم تربك البداية المتعثرة الأسود
دخل “أسود الأطلس” المباراة بضغط واضح ورغبة مبكرة في التسجيل، غير أن الدقيقة الحادية عشرة حملت أول اختبار حقيقي للأعصاب، بعدما أهدر سفيان رحيمي ركلة جزاء كانت كفيلة بتسهيل المأمورية منذ البداية. ورغم ذلك، حافظ المنتخب على توازنه الذهني، وواصل البحث عن الحلول دون ارتباك أو تسرع.
ومع توالي الدقائق، فرض المنتخب المغربي سيطرته الميدانية، لكنه اصطدم بتنظيم دفاعي محكم من منتخب جزر القمر، ما جعل الشوط الأول ينتهي دون تغيير في النتيجة، رغم التفوق الواضح في الاستحواذ والفرص.
دياز يفك الشفرة… والكعبي يؤكد التفوق
في الشوط الثاني، تغير الإيقاع. الضغط المغربي تُرجم أخيرًا في الدقيقة الخامسة والخمسين، حين نجح براهيم دياز في فك شفرة الدفاع وافتتاح التسجيل، محررًا المدرجات من الترقب ومعلنًا بداية مرحلة أكثر هدوءًا في تدبير اللقاء.
ومع تقدم الدقائق، واصل المنتخب المغربي فرض منطقه، إلى أن جاء الهدف الثاني في الدقيقة الرابعة والسبعين عبر أيوب الكعبي، الذي أكد مرة أخرى حسه التهديفي وقدرته على الحسم في اللحظات المناسبة، ليضع اللقاء في مساره النهائي.
إصابة سايس وتدخل الركراكي… إدارة هادئة للتفاصيل
المباراة لم تخلُ من لحظات القلق، أبرزها الخروج الاضطراري للمدافع رومان سايس في الدقائق الأولى بسبب الإصابة، وهو ما فرض على الطاقم التقني تدخلًا سريعًا بإشراك جواد اليميق، حفاظًا على التوازن الدفاعي دون المساس بالمنظومة العامة.
في الشوط الثاني، أظهر مدرب المنتخب المغربي “وليد الركراكي” قراءة دقيقة لسير اللقاء، بإجرائه تغييرات مدروسة، حيث منح الفرصة لعبد الصمد الزلزولي، وأيوب الكعبي، وبلال الخنوس، ويوسف النصيري، ما ساهم في الحفاظ على نسق الضغط وتنويع الحلول الهجومية.
مدرجات ممتلئة ورسالة أولى قبل اختبار مالي
المباراة عرفت حضور صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، الذي أعطى إشارة انطلاق البطولة، إلى جانب حضور جماهيري فاق 60 ألف متفرج، في مشهد يعكس حجم الالتفاف الشعبي حول المنتخب الوطني، ويمنح اللاعبين دفعة معنوية إضافية في مشوارهم القاري.
بهذا الفوز، يضع المنتخب المغربي أول ثلاث نقاط في رصيده، ويتحول التركيز مباشرة نحو المواجهة المقبلة أمام منتخب مالي، يوم الجمعة 26 دجنبر، في اختبار يُنتظر أن يكون أكثر تعقيدًا، ويكشف بشكل أوضح ملامح الأسود في هذه النسخة الإفريقية.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)