في خطوة جديدة تُعزز الدينامية الدبلوماسية التي تشهدها قضية الوحدة الترابية للمملكة، وجهت جمهورية النيجر رسالة واضحة لا تقبل التأويل من قلب العاصمة الرباط، معلنة اصطفافها الكامل والمبدئي إلى جانب الحق المغربي، وواضعة حداً للأطروحات المتجاوزة التي يحاول خصوم الوحدة الترابية الترويج لها.
صفعة دبلوماسية للأطروحات “الوهمية”
خلال لقاء دبلوماسي رفيع المستوى جرى اليوم الخميس 20 نونبر 2025 بالرباط، لم يتردد وزير خارجية النيجر، باكاري ياو سنغاري، في التعبير عن موقف بلاده الصريح والداعم لسيادة المغرب على صحراءه. وقد جاء هذا الموقف ليؤكد أن قطار الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء يسير بسرعة وثبات، تاركاً خلفه كل من لا يزال يراهن على أوهام الانفصال.
وقد عبرت النيجر عن ارتياحها البالغ لاعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار رقم 2797، وهو القرار الذي وصفته الدبلوماسية النيجرية بـ “التاريخي”، كونه:
- يكرس بشكل لا رجعة فيه السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية.
- يغلق الباب أمام أي حلول غير واقعية.
- يعتبر مبادرة الحكم الذاتي الأساس الوحيد والأوحد لإنهاء هذا النزاع المفتعل.

“الحكم الذاتي”.. الحل الوحيد الجدي والموثوق
في تصريح يحمل دلالات سياسية عميقة، شدد رئيس الدبلوماسية النيجرية على أن دعم بلاده لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي ليس دعماً “عاماً” أو “مفتوحاً”، بل هو دعم مشروط ومؤطر بقاعدة أساسية واحدة: قيادة المفاوضات المقبلة على أساس الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
“لا مكان للأطروحات الوهمية، ولا مستقبل لأي حل خارج المبادرة المغربية.”
— رسالة ضمنية من الدبلوماسية النيجرية.
هذا الموقف يضع النيجر في طليعة الدول الأفريقية التي تدرك أن الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء يمر حتماً عبر احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، وأن المقترح المغربي يتسم بـ:
- الجدية: لأنه يطرح حلاً قابلاً للتطبيق.
- المصداقية: لأنه يحظى بدعم المنتظم الدولي.
- الواقعية: لأنه يتماشى مع الحقائق التاريخية والجغرافية للمنطقة.
قراءة في الأبعاد الاستراتيجية للقرار
لا يمكن قراءة الموقف النيجيري بمعزل عن التحولات الجيو-سياسية في المنطقة. فهذا الإعلان يحمل في طياته ثلاث رسائل رئيسية للقارئ المغربي والمراقب الدولي:
- عزلة الخصوم: يؤكد هذا الموقف تآكل الأطروحة الانفصالية داخل القارة السمراء، حيث أصبحت الدول تختار لغة المصالح والواقعية السياسية بدلاً من الشعارات الإيديولوجية البالية.
- قوة الدبلوماسية الملكية: يعكس هذا الدعم نجاعة الرؤية الملكية في تنويع الشراكات وتوطيد العلاقات مع العمق الأفريقي، مما يجعل من المغرب شريكاً لا محيد عنه.
- نهاية المناورات: الإشارة الصريحة للقرار الأممي 2797 تقطع الطريق على أي محاولات للتشويش على المسار الأممي الذي أصبح يؤمن بأن الحكم الذاتي هو السقف والحل.
ختاماً، تؤكد النيجر اليوم ما بات مؤكداً لدى الغالبية العظمى من دول العالم: الصحراء في مغربها، والمغرب في صحرائه، وأن قطار التنمية والدبلوماسية المغربية ماضٍ في طريقه، بينما يظل الآخرون حبيسي أوهام الماضي.

التعاليق (0)