بالدليل القاطع: “الجزائر سْكوب” ينسب حياً صفيحياً بوهران للمغرب.. هكذا وقعوا في فخ التضليل!

المغرب والجزائر مختارات المغرب والجزائر

اتهم مقال "Algeria Scoop" بنشر صورة لحيّ صفيحي بوهران (الجزائر) على أنه في المغرب، في محاولة تضليل. التدقيق أثبت كذب الادعاء، فالصورة تعود لحي بوعمامة الجزائري، واستُخدمت سابقًا في مقال بصحيفة جزائرية. المقال يشير إلى أن هذا جزء من حملة إعلامية جزائرية تستهدف المغرب، مدفوعة بصراع جيوسياسي، وصرف الانتباه عن المشاكل الداخلية، وتعبئة الشارع، وغياب أخلاقيات المهنة. ويدعو إلى التدقيق في المعلومات ومكافحة التضليل.

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً تداول صورة تظهر حياً صفيحياً متهالكاً بالجزائر، حيث قام موقع “Algeria Scoop” (كما يظهر في الصورة المرفقة) بنشرها تحت عنوان يزعم أن هذه الصورة تعكس “الفقر والهشاشة في المغرب”، في محاولة مكشوفة لتشويه صورة المملكة.

مصدر الصورة/ ماتيقش

لكن عملية تدقيق بسيطة كشفت عن فضيحة تضليل إعلامي مدوية.

أصل الصورة: حي بوعمامة الصفيحي في وهران (الجزائر)

أظهر التدقيق أن الصورة المتداولة لا علاقة لها بالمغرب، بل هي صورة فوتوغرافية التقطت لـحي بوعمامة الصفيحي (المعروف سابقاً بحي “بلانتير”) في مدينة وهران بالجزائر.

الدليل القاطع على ذلك هو أن الصورة الأصلية استخدمتها صحيفة “Liberté” الجزائرية الناطقة بالفرنسية، في مقال نشرته سابقاً تحت عنوان “Arzew, capitale des bidonvilles” (أرزيو، عاصمة الأحياء الصفيحية) بتاريخ 29 ديسمبر 2012، في إشارة إلى الأوضاع الاجتماعية في المنطقة الغربية من الجزائر.

وبالمقارنة، نجد أن الموقع الذي نشر الصورة حديثاً (كما يظهر في يمين الصورة المرفقة تحت عنوان “إشاعة”)، استغل الصورة المأخوذة من الأرشيف الجزائري نفسه، ونسبها زورا وبهتانا إلى المغرب.

لماذا يتم استهداف المغرب بالإشاعات والأخبار غير الصحيحة؟

هذا الحادث ليس الأول من نوعه، بل هو حلقة ضمن سلسلة متكررة من المحاولات الإعلامية في بعض وسائل الإعلام الجزائرية التي تستهدف المغرب بصور وأخبار مزيفة أو مضللة. يمكن تحليل دوافع هذا الاستهداف المتكرر من عدة زوايا:

  1. الصراع الجيوسياسي: يغذي التنافس التاريخي والجيوسياسي، خاصة حول قضية الصحراء المغربية والقيادة الإقليمية، رغبة في تشويه صورة المغرب داخلياً وإقليمياً ودولياً.
  2. صرف الانتباه عن المشاكل الداخلية: غالباً ما يلجأ النظام الجزائري إلى إبراز “عدو خارجي” (Target Substitution) كالمغرب، كوسيلة لصرف انتباه الرأي العام الداخلي عن الأزمات الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية القائمة في البلاد.
  3. تعبئة الشارع: يتم استخدام الإشاعات والأخبار السلبية لتعزيز الشعور بالوحدة الوطنية القائمة على “العداء” الخارجي، وتبرير التوجهات السياسية للدولة.
  4. غياب الأخلاقيات المهنية: يمثل نشر معلومات مضللة بهذا الشكل انتهاكاً صريحاً لأخلاقيات العمل الصحفي، حيث يتم التضحية بالمصداقية من أجل أجندات سياسية ضيقة.

دور الإعلام في مواجهة التضليل

تُبرز هذه الفضيحة الحاجة الماسة إلى الإعلام المسؤول وضرورة التدقيق في الحقائق (Fact-Checking) قبل النشر. على القارئ والجهات الإعلامية واجب التأكد من مصدر الصور والمعلومات، خاصة في ظل سهولة التلاعب بالمحتوى الرقمي.

إن تقديم محتوى جيد وموثوق للقارئ يتطلب إعلاء قيمة الحقيقة فوق أي اعتبارات سياسية أو دعائية. في عصر المعلومات المضللة، يظل الخبر الصحيح والمدقق هو السلاح الأقوى لمكافحة الإشاعة والتضليل.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً