في خطوة تعكس التعافي المالي الواضح الذي يشهده نادي برشلونة الإسباني، أعلنت وكالة التصنيف الائتماني العالمية “مورنينج ستار دي بي آر إس” (Morningstar DBRS)، يوم أمس الاثنين، عن رفع نظرتها المستقبلية للنادي الكتالوني من “مستقر” إلى “إيجابي”.
وأوضحت الوكالة أن هذا التغيير الإيجابي في التصنيف يعود بشكل أساسي إلى الأداء المالي المحسن الذي أظهره النادي خلال الموسمين الماضيين، والذي جاء مدعوماً بزيادة ملحوظة في الإيرادات، والالتزام بضوابط مالية صارمة تفرضها كل من رابطة الدوري الإسباني “الليغا” والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA). كما يأتي هذا التفاؤل مع اقتراب موعد عودة الفريق إلى ملعبه التاريخي “سبوتيفاي كامب نو” بحلته الجديدة والمتطورة.
وتشير توقعات الوكالة إلى أن برشلونة في طريقه لتحقيق تدفقات نقدية حرة إيجابية خلال السنوات المقبلة، مع قدرة متزايدة على خفض ديونه بشكل مستدام. ومن المنتظر أن تصل الإيرادات السنوية للنادي إلى 1.1 مليار يورو بحلول السنة المالية 2027، مدعومة بإيرادات تشغيلية ضخمة من الملعب الجديد، وتسويق أفضل لعلامته التجارية، وتحكم أكبر في النفقات.
وأبرزت الوكالة أن برشلونة كان قد أصدر ديوناً بقيمة 1.5 مليار يورو في عام 2023، عبر مزيج من السندات والقروض، وذلك بهدف تمويل مشروع تجديد ملعب “كامب نو” ضمن خطة “إسباي برسا” (Espai Barça) الطموحة. وقد تم فصل هذا المشروع قانونياً ومالياً عن حسابات النادي التشغيلية لتقليل المخاطر، خاصة مع تقدم الأشغال بوتيرة جيدة وخطة العودة إلى الملعب في أغسطس 2025، بسعة مؤقتة تبلغ 62 ألف متفرج.
وكشفت التقارير أن النادي قد تمكن بالفعل من تقليص تكاليف تشكيلة الفريق ورواتب اللاعبين، وهو ما أدى إلى تحقيق أرباح تشغيلية (قبل احتساب الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك) – وباستثناء أرباح انتقالات اللاعبين – للمرة الأولى منذ أربعة مواسم. ومن المتوقع أن تصل هذه الأرباح إلى حوالي 90 مليون يورو في عام 2025، مع إمكانية ارتفاعها إلى 100 مليون يورو على المدى المتوسط، بشرط الحفاظ على هيكل تكاليف مستقر.
ومن المتوقع كذلك أن تنخفض نسبة تكلفة الرواتب، التي كانت تُثقل كاهل ميزانية النادي، إلى نحو 55% من إجمالي الدخل بين عامي 2025 و2029، مقارنة بنسبة 70% التي كانت سائدة في المواسم الماضية.
ورغم هذا التفاؤل المالي المبرر، يبقى نجاح المشروع بأكمله مرهوناً بتحقيق هذه التوقعات، والسيطرة الصارمة على النفقات، والعودة الكاملة إلى ملعب “سبوتيفاي كامب نو” في الموعد المحدد. وتأمل إدارة النادي برئاسة خوان لابورتا في أن تساهم هذه المؤشرات في طي صفحة الأزمة المالية الخانقة التي عانى منها برشلونة في السنوات الأخيرة، وفتح فصل جديد من النمو والازدهار والاستقرار المالي.
التعاليق (0)