أنا الخبر ـ الصحيفة 

بعد أسابيع قليلة من تصريح الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الذي أشار فيه بأن الجزائر تتعرض لـ”الإشاعات” الإعلامية، وأن 97 بالمائة من تلك “الإشاعات” تأتي من “جيراننا” في تلميح إلى المملكة المغربية، أعلن رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، أمس الاثنين، أن الجزائر في مواجهة حرب إعلامية تستدعي منها التسلح بكل الوسائل لمواجهتها وحماية سيادتها.

وحسب وكالة الأنباء الجزائرية، فإن قوجيل قال بمناسبة الاستعداد لإطلاق قناة برلمانية أن “الجزائر وعلى غرار دول العالم تواجه حربا إعلامية تستدعي منها التسلح بكل الوسائل لمواجهتها”، مضيفا أن “المكانة التي تحظى بها الجزائر على المستويين الاقليمي والدولي تفرض عليها ترقية الإعلام ليكون سلاحا في مواجهة هذه الحرب”.

وبالرغم من أن قوجيل، لم يشر إلى المغرب بالإسم بخصوص هذه “الحرب الإعلامية” التي تتعرض لها الجزائر، إلا أن سياق تصريحات المسؤولين الجزائريين في الشهور الأخيرة، كلها تتجه بإصابع الاتهام، بطريقة مباشرة وغير مباشرة، إلى المملكة المغربية، متهمين الإعلام المغربي بإطلاق “الإشاعات” عن الجزائر.

المثير في الأمر، حسب عدد من المراقبين، أن هذه التصريحات والخطوات الجزائرية، تأتي في وقت شنت-ولازالت- وسائل الإعلام الجزائرية حملة واسعة ضد المغرب، بخصوص قضية الصحراء، وقد وصلت إلى درجة فبركة العديد من مشاهد الحرب من أجل الترويج لوجود مواجهات حربية وعسكرية قوية في الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو، في حين أن الواقع مخالف لذلك.

وبالرغم من هذا التدخل الكبير للجزائر في قضية الصحراء، إلا أنها لازالت تنأى بنفسها عن هذا الصراع، وتدعي أنها ليست طرفا فيه، في حين أن المغرب يعتبر أن الجزائر هي الطرف الرئيسي في هذه القضية، ويجب أن تجلس على طاولة المفاوضات مع المغرب لحل أزمة الصحراء، وفق ما صرح به وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أمس الإثنين.

ويتفق مع المغرب، العديد من الأطراف الدولية، التي تطالب الجزائر بضرورة الجلوس مع المغرب للتفاوض حول قضية الصحراء، باعتبارها طرفا معنيا ومهما في القضية، نظرا لاحتضانها لجبهة البوليساريو على أراضيها، ودعمها المتواصل للجبهة الانفصالية بالمال والسلاح.

كما أن العديد من الأطراف العربية، دعت أكثر من مرة بضرورة فتح باب المفاوضات بين الجارين، المغربي والجزائري، لحل مشكلة الصحراء دون تدخل اطراف خارجية، وضرورة إعمال العقل وحسن الجوار والتاريخ المشترك بين البلدين لإنهاء هذا الصراع الذي دام لعقود طويلة.

المقالات الأكثر قراءة

التعليقات مغلقة.