تحقيق حكومي يكشف إغراقاً صينياً يهدد الصناعة المغربية لمصابيح LED بنسبة 27% وفي التفاصيل، في خطوة تهدف إلى حماية السوق الوطنية وتعزيز تنافسية الصناعة المحلية، أعلنت وزارة التجارة والصناعة عن نتائج تحقيق دقيق أجرته حول واردات المصابيح الكهربائية من نوع LED المخصصة للإنارة العمومية، ذات المنشأ الصيني. وقد خلص التحقيق إلى أن هذه الواردات تُمارس سياسة إغراقية ألحقت أضراراً ملموسة بالمنتوج الوطني.
وأفادت الوزارة، في إشعار رسمي، أن هذا التحقيق تم فتحه منذ فترة، وذلك استناداً إلى مقتضيات القانون رقم 15.09 المتعلق بتدابير الحماية التجارية، لا سيما المادتين 13 و17 اللتين تُجيزان للسلطات المختصة فتح تحقيقات لمواجهة ممارسات تجارية غير عادلة مثل الإغراق والدعم غير المشروع.
غير أن التحقيق واجه صعوبات على مستوى التعاون من طرف المصنعين والمصدرين الصينيين، ما اضطر السلطات المغربية إلى اللجوء إلى أفضل البيانات المتوفرة من مصادر أخرى.
وبناءً على هذه المعطيات، تم تحديد هامش الإغراق في مستوى مقلق بلغ 27%.
وأظهرت الدراسة التي أنجزتها الوزارة أن المصابيح الصينية تُهيمن على جزء كبير من السوق المغربية، ما تسبب في اضطراب واضح في آليات السوق المحلي.
فقد تم تسجيل أن أسعار هذه الواردات تقل عن أسعار المنتجات المغربية بنسبة كبيرة وصلت إلى 109% خلال سنة 2023، وهو ما أدى إلى كبح طبيعي لارتفاع الأسعار الداخلية، وفرض ضغطاً تنافسياً غير عادل على المنتجين المحليين.
التحقيق كشف أيضاً عن مؤشرات مقلقة بخصوص أداء القطاع الوطني، حيث لوحظ تراجع في حجم الإنتاج، وانخفاض في المبيعات، بالإضافة إلى تقلص الحصة السوقية للمصنعين المحليين.
كما سجل التقرير انخفاضاً في معدل استغلال الطاقة الإنتاجية، الأمر الذي يؤشر على هشاشة متزايدة في بنية الصناعة الوطنية لهذا القطاع.
واعتبرت الوزارة أن هذه النتائج تُظهر بوضوح وجود حالة إغراق تضر بمصالح الصناعة المغربية، مما يستدعي اتخاذ تدابير عملية لحماية المنتج الوطني.
وأكدت أنها ستواصل متابعة تطورات السوق عن كثب، ولن تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة، بما في ذلك فرض رسوم مكافحة الإغراق على الواردات الصينية المعنية إذا اقتضى الأمر.
هذا التحرك يعكس التزام السلطات المختصة بحماية الاقتصاد الوطني من الممارسات التجارية غير النزيهة، ويُوجه رسالة واضحة بأن المغرب عازم على الحفاظ على توازن السوق وتمكين الصناعات الوطنية من المنافسة العادلة والمستدامة.
التعاليق (0)