تراجع طفيف في أسعار المحروقات بالمغرب.. أرقام تتحرك دون أثر حقيقي على جيب المواطن

سجّلت أسعار المحروقات بمحطات الوقود بالمغرب، مع منتصف شهر دجنبر الجاري، تراجعًا طفيفًا شمل مادتي الغازوال والبنزين، وذلك في إطار التحيين نصف الشهري المعتمد من طرف شركات التوزيع.

هذا التراجع، الذي قُدّر بحوالي 35 سنتيمًا للتر الواحد، لا يُعدّ تحولًا حقيقيًا في مسار الأسعار، بقدر ما هو حركة محدودة ضمن سلسلة من التذبذبات التي اعتاد عليها المستهلك المغربي خلال الأشهر الأخيرة.

أسعار المحروقات بمحطات الوقود اليوم

وبحسب معطيات مهنية من داخل القطاع، فقد استقرت الأسعار التقريبية على الشكل التالي:

• الغازوال: حوالي 10.60 درهم للتر
• البنزين: حوالي 12.70 درهم للتر

مع الإشارة إلى أن هذه الأرقام قد تختلف بشكل طفيف من محطة لأخرى، تبعًا لعوامل لوجستية مرتبطة بمكان التزويد وحجم المخزون.

ما الذي يفسّر هذا التراجع المحدود؟

يرتبط هذا الانخفاض الطفيف أساسًا بتغيرات أسعار النفط ومشتقاته في السوق الدولية، حيث تعرف الأسعار العالمية تحركات غير مستقرة، تنعكس محليًا وفق آلية تحرير الأسعار المعمول بها بالمغرب.

غير أن هذه الآلية تجعل السوق الوطنية شديدة التأثر بالارتفاعات الخارجية، في حين يظهر أثر الانخفاضات بشكل أبطأ وأضعف، ما يكرّس شعورًا عامًا بعدم التوازن لدى المستهلك.

لماذا لا يشعر المواطن بأي فرق؟

من الناحية العملية، فإن تراجع 35 سنتيمًا للتر لا يُحدث فرقًا يُذكر في مصاريف التنقل اليومية، سواء بالنسبة للأفراد أو المهنيين. فالفارق الشهري يبقى محدودًا، ولا ينعكس على أسعار النقل أو كلفة السلع، التي تظل مرتفعة بفعل عوامل أخرى.

الأهم من ذلك، أن المواطن المغربي بات يقارن بين وتيرة الارتفاعات السابقة وقوة الانخفاضات الحالية، ليخلص إلى أن السوق تتحرك في اتجاه واحد تقريبًا، حيث تكون الزيادات سريعة ومؤثرة، بينما تأتي الانخفاضات محتشمة وعابرة.

بين الأرقام والواقع المعيشي

في المحصلة، لا يمكن اعتبار ما حدث انفراجًا في أسعار المحروقات، بل مجرد تصحيح محدود لا يرقى إلى مستوى تطلعات المواطنين، ولا يعكس فعليًا التحسن المسجل في بعض فترات السوق الدولية.

ويبقى الرهان الحقيقي بالنسبة للمغاربة هو تحقيق استقرار فعلي للأسعار، أو اعتماد آليات أكثر توازنًا تضمن حماية القدرة الشرائية، بدل الاكتفاء بتغييرات رقمية لا يشعر بها المستهلك في واقعه اليومي.

• تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مهنية مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.