أنا الخبر ـ الأيام 24

في العام 1981 رفعت الاستخبارات الأمريكية برقية إلى الادارة الأمريكية، وهي عبارة عن تقرير مطول مكون من 20 صفحة، يتحدث عن قابلية قيام دولة في الصحراء، و التوجهات السياسية التي قد تتخذها في حال إحداثها.

التقرير ينطلق من خلاصة أمريكية مفادها أن أيا من الطرفين، المغرب و البوليساريو، لا يستطيع حسم حرب الصحراء بشكل نهائي لصالحه، رغم الانتصارات الجزئية التي حققها المغرب، بدعم خليجي، فرنسي و أمريكي أيضا.

معدو الوثيقة اعتقدوا في العام 1981، أي بعد 6 سنوات من المسيرة الخضراء، أن المواجهة المسلحة بين طرفي النزاع قد تنتهي بإحداث دولة جديدة فوق كامل تراب الصحراء، أو على الأقل فوق جزء منه.

غير أن المخابرات الأمريكية وفق ما نقلته جريدة “الأيام 24″، كان لها تصور آخر حول ما يمكن أن يحدث، ومن بين السيناريوهات التي وضعت انضمام “البوليساريو” إلى موريتانيا في إطار دولة فيدرالية، فـ “موريتانيا تولت إدارة الثلث الجنوبي من الاقليم بين 1975 و 1979، و قادتها و شعبها يربطون علاقات أخلاقية و ثقافية و طيدة مع البوليساريو”.

التقرير يقول في واحدة من أهم خلاصاته ، إن دولة مستقلة في الصحراء، سواء ضمت منطقة “بوكراع” الغنية بالفوسفاط أم لا، يحتمل أن تكون دولة تقدمية.

حكومة هذه الدولة، بحسب توقعات الاستخبارات الأمريكية، ستكون تحت سيطرة الجناح القومي العروبي المتمثل في محمد بن عبد العزيز، الأمين العام للجبهة، و ستكون هذه الدولة مخترقة من طرف ليبيا، و لو بتأثير أقل. و سيكون الاسلام المعتدل هو ديانتها.

توفي محمد بن عبد العزيز وتقزم حجم جبهة البوليساريو الانفصالية وفرض المغرب سيادته الكاملة على صحرائه، وفي دجنبر من سنة 2020 حقق مكتسبا هاما ونال إعلانا رئاسيا من البيت الأبيض يؤيد موقف المملكة، ولم تتحقق توقعات الاستخبارات.

المقالات الأكثر قراءة

التعليقات مغلقة.