*بقلم خولة الابراهيمي

تلك حبيبتي درعة .. المدينة التي رأيت نور فيها أول مرة تعلمت اللعب والكلام وتلك الأحلام الصغيرة والبسيطة المبنية على مايرده المحيط …. كان الحكي للفتاة عبارة عن أخذ دون عطاء تسمع ولكن لايمكن لها البوح حتى في امورها الفيزيولوجية …. البلوغ كان بالنسبة لها جريمة تعاقب عليها اذا سمع احد الأقارب الذكور تتكلم عنه جهرا … جريمة حقيقية في مستنقع مبني على موروث بالي..، حتى وإن استطاعة بذكائها وعزيمتها ان تجعل لها قوقعة ومعالمها الخاص .. تنتزع منها الإرادة والأمل ويتم اغتصاب طفولتها وبتلك دماء يكتب لها عالم لم تختاره قط …

جميلة الحياة عندما نطلق العنان

لدوتنا ونغوص عمق الحلم

جميلة الحياة عندما نطلق العنان لدوتنا ونغوص عمق الحلم… أنا لا أخشى مشاعري هي تلك البصمة العميقة التي تقول لي دائما كني عزيزة.. وإياك أن تنحني… مهما كان الأمر ضروريا فربما لا تأتيك الفرصة كي ترفع رأسك مرة أخرى …
حتى وأن وجهنا مجتمع مختلف عنا ولكن هذا واقعنا وهؤلاء منا وأنا منهم ..

خولة الابراهيمي
خولة الابراهيمي

رغم الإنتقاد الذي اتعرض له عندما يكون الجنس الأنثوي فيه تمييز واضح يقصي المبدعة عن دورها الأساسي في تنوير المجتمعات جنبا إلى جنب مع الرجل..

ننتقد كثيرا حين نتكلم عن الطبوهات السياسة الدين والجنس … سأتكلم كأنثى تحب التغير وتؤمن أن هناك أمل سيشع يوما ما بين أحضان درعة الغالية … الجنس وإن تكلمت عنه لست انني امرأة قدرة ولكن الموضوع ان من المهم ان يتصالح انسان مع كيانه وفكره الجسد المتحرّر هو هذا النّوع من الوعي الذي يعبّرعن المواجهة والتصدّي والمقاومة لكل آليات الإغتراب سواء كانت تلك الأدوات منتمية إلى الأصالة أو إلى الحداثة. إنّه جسد يسعى أن يتحرّر من قيود الهيمنة الرّجوليّة بسعيه إلى نوع من الاستقلاليّة والسّيادة…

إن المتمعّن في خطابات التّقليد أو خطابات الحداثة الاستهلاكية يخلص عبر مفارقة عجيبة إلى نفس الرؤية التي تختزل المرأة بحدود الجسد- الجنس أو الجسد البضاعة. فلا فرق بين حداثة استهلاكية تعرّي هذا الجسد وتُزيّنه وتعرضه للبيع وبين تقاليد تغطّيه وتقصيه وتغيّبه لأنّه عورة يجب أن تُستر وعرض يجب أن يُصان وفتنة يجب أن تُقهر..

جسد المرأة لا يتحرّر فقط بالعمل أي بالمشاركة الفاعلة في الشّأن العام وفي السّياسة أي في تسيير الحيّ وإنّما كذلك بالقدرة على تحويل هذا الجسد الذي وقع بناؤه من القوى الاجتماعيّة الفاعلة إلى شيء يمكن أن يخضع في أهمّ تحرّكاته إن لم نقل أغلبها إلى إرادة من يحمله ويسكن فيه، هذا الجسد الّذي هو جسدي هو ليس بجسدي وهو في الواقع جسدي. هذا الجسد الغريب، إنّه وطني الوحيد، إنّه منزلي وبيتي ومقامي. هذا الجسد، عليّ أن أقوم بغزوه من جديد لإخضاعه لإرادتي والسّيطرة عليه”.

ولا تعني السّيطرة هنا في أيّ حال من الأحوال سيطرة كاملة ونهائية على الجسد وإنّما هي سيطرة نسبيّة ودائما قابلة للتثبّت والمراجعة…
أمل هناك …

المقالات الأكثر قراءة

التعليقات مغلقة.