40 عامًا من الأوهام انتهت: حتى موريتانيا لا تريد البوليساريو! القرار الأخير يثبت ذلك

حتى موريتانيا لا تريد البوليساريو مختارات حتى موريتانيا لا تريد البوليساريو

المقال: رفض موريتانيا فتح "سفارة" للبوليساريو ضربة دبلوماسية قوية. يؤكد القرار الموريتاني الحياد الإيجابي وأولوية الاستقرار والتنمية. يتزامن الرفض مع تدهور أوضاع البوليساريو وتجديد الدعم الدولي للمغرب (قرار 2797). دوافع الرفض: الأمن الحدودي، انهيار المصداقية الدولية للبوليساريو، وتعزيز العلاقات مع المغرب. المقال يرى أن هذا الرفض يمثل نهاية للمناورات القديمة، وتوجه موريتانيا نحو الاستقرار والمصالح الوطنية.

تلقت جبهة البوليساريو الانفصالية، الساعية بيأس لانتزاع أي اعتراف دولي رمزي، صفعة دبلوماسية قوية من الجارة موريتانيا، التي رفضت بشكل قاطع طلب الجبهة لفتح ما تُسميه “سفارة” لها في العاصمة نواكشوط.

رفض موريتاني حاسم

يُعد هذا الرفض الصريح والحاسم من السلطات الموريتانية بمثابة تأكيد على استراتيجية الحياد الإيجابي والابتعاد عن محاور التوتر، ويعكس رغبة واضحة في عدم الانجرار وراء مناورات حركة معزولة وفاقدة للمصداقية السياسية. إن التساؤل البديهي: “من الذي يرغب في الارتباط بجماعة إره.ابية؟” يجيب عليه الموقف الموريتاني الذي أكد أن أولويات الدول اليوم هي الاستقرار والتنمية، وليس الانقسام والتشظي.

محاولات يائسة واتفاقات عفا عليها الزمن

تأتي محاولات جبهة إبراهيم غالي اليائسة للتمسك بـ “بقايا” اتفاقات الجزائر لعام 1979، في ظل واقع إقليمي ودولي متغير بالكامل. فبعد أكثر من أربعة عقود، تغيرت حقائق المنطقة، وأصبح العالم ينظر بتقدير أكبر لـ “المبادرات الجادة وذات المصداقية” لتسوية النزاعات، وفي مقدمتها مبادرة الحكم الذاتي المغربية والتي تم الحسم فيها بقرار مجلس الأمن رقم 2797.

تزامن الانتكاسة مع تطورات حاسمة

يزيد من وطأة هذه الانتكاسة الدبلوماسية على البوليساريو تزامنها مع سياق صعب للجبهة، يتمثل في:

  • غضب متصاعد داخل مخيمات تندوف: يعكس تدهور الأوضاع المعيشية وانسداد الأفق السياسي.
  • تجديد الدعم الدولي للمغرب: حيث أكد مجلس الأمن الدولي مؤخراً، من خلال القرار 2797، على وجاهة ومصداقية مبادرة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها “السبيل الجاد الوحيد” لتسوية النزاع، في تهميش إضافي لأطروحات الانفصال.

لماذا ترفض موريتانيا “سفارة البوليساريو؟

الرفض الموريتاني القاطع لطلب جبهة البوليساريو بفتح “سفارة” في نواكشوط ليس مجرد حادث دبلوماسي عابر، بل هو مؤشر على تحول استراتيجي في المنطقة، يعكس مصالح موريتانيا الوطنية ويؤكد ابتعادها عن أجندات الانقسام.

ثلاثة دوافع رئيسية وراء الموقف الموريتاني الحاسم

  1. أولوية الاستقرار والأمن الحدودي: تدرك موريتانيا، التي تشترك في حدود طويلة ومعقدة مع الأقاليم الجنوبية للمغرب، أن السماح بوجود رسمي لجبهة انفصالية قد يُعرّض أمنها واستقرارها للخطر. إن نواكشوط تسعى لتوحيد جهود مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في الساحل، وهذا يتطلب الابتعاد عن أي حركة تابعة لأجندات إقليمية متوترة.
  2. انهيار المصداقية الدولية للجبهة: لقد بات واضحًا أن البوليساريو لم تعد تمتلك أي ثقل سياسي أو دبلوماسي، خاصة بعد تأكيد قرار مجلس الأمن الدولي 2797 على أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية هي “السبيل الجاد الوحيد” للتسوية. موريتانيا لا ترغب في الارتباط بحركة مفلسة سياسيًا وتواجه غضباً متصاعداً حتى داخل مخيمات تندوف.
  3. تعزيز العلاقات الاقتصادية مع المغرب: تمثل الروابط التجارية والاقتصادية والأمنية مع المغرب أولوية استراتيجية لموريتانيا. أي خطوة داعمة للبوليساريو كانت ستعرض هذه العلاقات الهامة للخطر، خاصة في ظل سعي موريتانيا للاستفادة من مشاريع التعاون الإقليمي الكبرى.

انتهاء عصر المناورات

هذا الرفض الواضح يمثل انتكاسة دبلوماسية قاسية للبوليساريو ويؤكد أن نداءاتها بالتمسك بـ”بقايا” اتفاقات قديمة أصبحت بلا صدى. ففي حين تسعى جبهة إبراهيم غالي للحصول على “اعتراف رمزي” يائس، تختار الدول الواقعية مثل موريتانيا الانحياز إلى صف الاستقرار والمصالح العليا للدولة، بعيداً عن التموضع في خانة أجندة جزائر 1979.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً