لم يكن خروج المنتخب الجزائري من ربع نهائي كأس العرب على يد منتخب الإمارات مجرد هزيمة رياضية عابرة، بل تحوّل سريعًا إلى نقاش إعلامي واسع، خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها الإعلامي حفيظ دراجي، والتي اعتبر فيها أن الإقصاء لم يكن صادمًا، لكنه في المقابل بحث عن مخرج يُخفف من وطأة الخروج أمام الرأي العام الجزائري.
حفيظ دراجي بين التحليل والبحث عن التبرير
دراجي حاول تقديم الإقصاء في إطار “القراءة الفنية الهادئة”، مميزًا بين التحليل التقني والتهريج الإعلامي، ومؤكدًا أن المنتخبات التي بلغت نصف النهائي استحقت ذلك عن جدارة، وقال في هذا الصدد “المنتخبات الأربعة التي بلغت نصف نهائي كأس العرب وصلت عن جدارة واستحقاق، وكلّها تملك من المقوّمات ما يجعلها أهلًا للتتويج باللقب. أمّا المنتخب الجزائري، فلم يكن يستحق مواصلة المشوار قياسًا بما قدّمه داخل المستطيل الأخضر”.
غير أن متابعين رأوا في هذا الطرح محاولة لامتصاص الغضب أكثر من كونه تشخيصًا جذريًا للمشكل، خاصة حين تم التركيز على كون الجزائر “لم تُظلم”، دون التوقف طويلًا عند أسباب التراجع داخل الملعب.
الإمارات استحقت… والجزائر لم تقنع
من زاوية أخرى، بدا تصريح حفيظ دراجي وكأنه إقرار غير مباشر بأفضلية المنتخب الإماراتي في تلك المباراة، رغم محاولات تغليف الخروج بخطاب عقلاني.
فالإمارات، بشهادة الأداء والنتيجة، كانت أكثر تنظيمًا ونجاعة، بينما افتقد المنتخب الجزائري للحلول الفنية والنجاعة الهجومية، ما جعل الإقصاء منطقيًا في أعين كثير من المتابعين.
جمهور حاضر… وفريق يبحث عن مخرج
أشاد دراجي بالجمهور الجزائري، معتبرًا أنه كان من أجمل جماهير البطولة، حيث قال”البطولة في نهاية المطاف خسرت منتخباً جزائرياً بجمهور غفير وجميل وممتع”. وهي نقطة عكست مفارقة واضحة، جمهور كبير ومخلص يقابله أداء لم يرقَ لطموحات المنافسة على اللقب، هذا التناقض عزز الانطباع بأن الخطاب الإعلامي حاول حماية الصورة العامة أكثر من مساءلة الأداء الحقيقي.
تصريحات فجّرت ردود فعل داخل الجزائر
كلام دراجي لم يمرّ مرور الكرام داخل الجزائر، حيث واجهه جزء من الجمهور بتساؤلات مباشرة: إذا كان المنتخب يفتقر للمستوى، فلماذا لم يتعرض لهزائم ثقيلة في المباريات السابقة؟ ولماذا لا يتم الاعتراف بوجود أزمة تسيير وتخطيط بدل البحث الدائم عن شماعات ظرفية؟
بعيدًا عن السجال، يبرز من خلال تصريحات حفيظ دراجي أن الخروج من كأس العرب فرض على الإعلام الجزائري البحث عن “مخرج مقنع” لتفسير الإقصاء أمام الإمارات.
وتبقى الخلاصة بسيطة: الإمارات تأهلت باستحقاق، والجزائر خرجت لأسباب فنية، وأي قراءة لا تنطلق من هذا المعطى تظل محاولة لتجميل واقع كروي يفرض مراجعة أعمق.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)