لم تكن الندوة الصحفية لمدرب المنتخب المغربي، وليد الركراكي صباح اليوم الخميس 25 دجنبر، قبل مواجهة مالي في الجولة الثانية من نهائيات كأس أفريقيا 2025، مجرد تقديم لتقرير طبي، بل كانت حصة في “الإدارة الذهنية” وتفنيداً استباقياً لمحاولات زعزعة استقرار “عرين الأسود”.
نفي إصابة أكرد: أكثر من مجرد خبر
بلهجة حازمة وتساؤل استنكاري (“من أخبركم؟”)، وضع الركراكي حداً للأنباء التي تحدثت عن إصابة نايف أكرد. هذا النفي القاطع يحمل في طياته رسالتين: للداخل (اللاعبين): الحفاظ على وحدة المجموعة ومنع تسلل الشكوك حول جاهزية الركائز الأساسية وللخارج (الخصم): إرباك حسابات مدرب منتخب مالي، الذي ربما بنى خطته على استغلال غياب محتمل لأكرد في الكرات الهوائية والتغطية الدفاعية.
معضلة “العمود الفقري”: غياب سايس وثبات أكرد
بينما طمأن الركراكي الجماهير بشأن أكرد، أكد رسمياً غياب القائد رومان سايس بسبب إصابة عضلية. من الناحية التكتيكية، يمثل هذا الغياب “اختباراً للمقاعد البدنية”، لكن بقاء أكرد في التشكيل الأساسي يقلل من حدة المخاطر؛ فوجود مدافع بخبرة نايف يضمن استمرار عملية التوجيه الصوتي والتنظيم الدفاعي، وهو ما سيحتاجه البديل المنتظر للاندماج بسرعة في إيقاع المباراة.
“إدارة المجهود”: ملف حكيمي وإيغامان
تصريح الركراكي حول أشرف حكيمي بكونه “بصحة جيدة ونقوم بتجهيزه” يشي بسياسة التدبير العقلاني للمخزون البدني. الركراكي يعلم أن البطولة تُربح بالنفس الطويل، لذا فإن قراره بشأن حكيمي سيكون “فنياً” بامتياز: إذا كان الخطر الهجومي لمالي كبيراً، سيزج بحكيمي أساسياً وإذا رأى أن البديل قادر على سد الثغرة، فقد يحتفظ بحكيمي ورقة رابحة أو يمنحه دقائق أقل لتفادي الانتكاسة.
خلاصة الموقف: غرف مغلقة ومعلومات منضبطة
أثبت الركراكي مرة أخرى أنه يفضل التحكم الكامل في “تدفق المعلومة”. فباستثناء إصابة سايس “الواضحة”، يحيط المدرب بقية العناصر بنوع من الحماية الإعلامية، معتبراً أن دوره لا يقتصر على التدريب التقني، بل يمتد لكونه “الناطق الرسمي” الذي يختار التوقيت المناسب لكشف أوراقه.
ويدخل المنتخب المغربي لقاء مالي بـ “نصف دفاعه” المعتاد، لكن بحصانة ذهنية عالية وفرها تصريح المدرب، مما يضع المسؤولية الآن على العناصر البديلة لإثبات أن “خزان” الأسود لا يقل كفاءة عن تشكيلته الرسمية.
التعاليق (0)