في خطوة لافتة تحمل دلالات دبلوماسية واضحة، فضّل رئيس جمهورية رواندا، بول كاغامي، الرد بشكل مباشر على المزاعم التي روجت لها وسائل إعلام جزائرية، والمتعلقة بادعاء دعم رواندي لجبهة البوليساريو، وذلك عبر نشر نص تصريحه الصحفي الكامل، مبرزًا فيه حقيقة الموقف الرواندي من هذه القضية.
وسائل إعلام جزائرية عمدت مؤخرًا إلى تأويل تصريحات كاغامي بطريقة مغرضة، مدعية أنه أعرب عن دعم بلاده لجبهة البوليساريو الانفصالية. غير أن الرئيس الرواندي، وبدل الخوض في سجالات إعلامية، اختار تفنيد هذه الرواية بشكل قاطع من خلال تغريدة نشرها على حسابه الرسمي بمنصة “X” (تويتر سابقًا)، أرفق بها النص الكامل لتصريحه الصحفي.
وبالاطلاع على مضمون التصريح الذي اختار كاغامي نشره للرأي العام، لم يتضمن أي إشارة أو تلميح لدعم البوليساريو أو الاعتراف بها، مما يعزز الطرح المغربي ويدحض الرواية الجزائرية التي اعتادت، بحسب مراقبين، اللجوء إلى التلاعب والتضليل الإعلامي بهدف النيل من وحدة المغرب الترابية.
ويرى محللون أن هذه الخطوة تمثل رسالة دبلوماسية إيجابية من كيغالي إلى الرباط، تعبّر عن إدراك رواندي متزايد لمحاولات بعض الأطراف استغلال سياقات دولية لتشويه علاقات المغرب مع شركائه في القارة الإفريقية.
كما يُنظر إلى نشر التصريح كاملاً، لا سيما في ظرف إقليمي حساس، على أنه موقف حازم من القيادة الرواندية يضع النقاط على الحروف، ويؤكد حرص رواندا على الحياد والتوازن في مواقفها الخارجية، مع إغلاق الباب أمام التأويلات المغرضة.
ويُذكر أن العلاقات بين المغرب ورواندا عرفت تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، تُوّج بتعاون اقتصادي واستثماري واسع، وتنسيق سياسي في عدد من الملفات القارية، ضمن رؤية إفريقية تقوم على الاحترام المتبادل والشراكة الإستراتيجية.
التعاليق (0)