حملت خسارة المنتخب الجزائري المحلي أمام نظيره الإماراتي في ربع نهائي كأس العرب قطر 2025 أكثر من مجرد إقصاء رياضي، إذ أعادت إلى الواجهة رقمًا استثنائيًا في مسيرة المدرب مجيد بوقرة، وانتهت بإعلانه الاستقالة من منصبه، وسط تباين في ردود الفعل والدفاع عنه من أسماء كروية معروفة.
رقم غريب يرافق بوقرة
خلال مسيرته على رأس المنتخب الجزائري المحلي والرديف، تعرّض مجيد بوقرة لثلاث هزائم فقط، غير أن اللافت أن جميعها جاءت عبر ركلات الترجيح، دون أن يُهزم في مباراة إقصائية خلال الوقتين الأصلي أو الإضافي.
وجاءت هذه الهزائم على النحو التالي:
- نهائي بطولة “الشان” أمام منتخب السنغال.
- ربع نهائي “الشان” أمام منتخب السودان.
- ربع نهائي كأس العرب قطر 2025 أمام منتخب الإمارات.
هذا المعطى جعل الكثير من المتابعين يعتبرون أن بوقرة كان قريبًا دائمًا من تجاوز المنعطفات الكبرى، لكنه اصطدم بعامل الحسم من نقطة الجزاء.
استقالة مباشرة بعد الإقصاء
عقب الخروج من كأس العرب، أعلن مجيد بوقرة استقالته من تدريب المنتخب الجزائري المحلي، مؤكدًا تحمّله للمسؤولية كاملة.
وجاء قرار الاستقالة مباشرة بعد الخسارة أمام الإمارات بركلات الترجيح (7-6)، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل (1-1).
وقال بوقرة في تصريح صحفي عقب المباراة:
“استسلمنا للمكتوب، وليست نهاية العالم. أتمنى من المنتخب الوطني الأول أن يُسعد الجزائريين في كأس إفريقيا.”
تصريح يعكس قبول المدرب بالنتيجة دون تهرب، مع توجيه رسالة دعم للمنتخب الأول في الاستحقاقات المقبلة.
عمار الجمل يدافع عن مجيد بوقرة
في المقابل، لم يتردد الدولي التونسي السابق عمار الجمل في الدفاع عن بوقرة، خلال ظهوره في برنامج “المجلس” على قنوات “الكأس” القطرية.
واعتبر الجمل أن بوقرة مدرب كفء وقادر على تقديم الإضافة مستقبلًا، قائلاً:
“يجب أن يبقى ولا نستغني عنه، قد يكون مدربًا مستقبليًا بعد بيتكوفيتش.”
موقف واضح من فكرة المساعد
وعن إمكانية تعيين مجيد بوقرة مساعدًا للمدرب فلاديمير بيتكوفيتش، أبدى عمار الجمل موقفًا صريحًا بالرفض، موضحًا:
“أنا ضد أن يكون مساعدًا. تدربت سابقًا مع بيتكوفيتش في سويسرا وأعرف طريقة تفكيره، هو لا يحب التدخل في عمله حتى من مساعديه، ولا يفضل مساعدًا ذا شخصية قوية.”
وأكد الجمل أن الحل الأنسب هو إيجاد صيغة قانونية وتنظيمية تضمن بقاء بوقرة ضمن المشروع التقني للمنتخب الجزائري.
مقارنة مع بيتكوفيتش
وذهب عمار الجمل إلى أبعد من ذلك، حين قارن المسار التدريبي لبوقرة ببيتكوفيتش، قائلاً إن الفارق بينهما ليس كبيرًا من حيث التاريخ، باستثناء تجربة بيتكوفيتش مع المنتخب السويسري.
وأضاف:
“حتى في لاتسيو كانت نتائجه متوسطة، لذلك أنصح بالاحتفاظ ببوقرة لأنه ابن الجزائر ويعرف الأجواء جيدًا.”
قراءة في المشهد
بين رقمٍ غريب في الهزائم، واستقالة جاءت في لحظة حساسة، ودفاع قوي من محللين ولاعبين سابقين، يبقى مجيد بوقرة اسمًا حاضرًا بقوة في النقاش الكروي الجزائري.
فالتجربة، رغم نهايتها الحالية، قد لا تكون فصلها الأخير، خاصة مع قناعة متزايدة بأنه مدرب يعرف البيت الجزائري، وقد يكون العودة إليه مسألة وقت لا أكثر.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)