يستعد نادي ريال مدريد الإسباني لموقعة نارية حين يواجه نظيره باريس سان جيرمان الفرنسي يوم الأربعاء في نصف نهائي كأس العالم للأندية 2025، التي تُقام حاليًا على الأراضي الأمريكية. ويدخل النادي الباريسي اللقاء منتشيًا بثلاثية تاريخية، ويطمح إلى استكمالها بتحقيق رباعية نادرة عبر التتويج بلقب مونديال الأندية.
رغم غياب عثمان ديمبيلي بداعي الإصابة، إلا أن باريس سان جيرمان يُعدّ حاليًا أقوى هجوم في أوروبا، بعدما سجل لاعبوه 12 هدفًا خلال خمس مباريات في البطولة. وتبقى فلسفة الضغط العالي والاستحواذ الهجومي التي يطبقها المدرب الإسباني لويس إنريكي مصدر رعب للخصوم.
🛡️ ريال مدريد يراهن على فالفيردي لحماية أرنولد
أمام هذا الزخم الهجومي، يعوّل مدرب ريال مدريد تشابي ألونسو على الصلابة التكتيكية، وتحديدًا عبر توظيف لاعب الوسط فيديريكو فالفيردي كغطاء دفاعي للظهير الإنجليزي ترينت ألكسندر أرنولد.
الأخير يُعدّ أحد أبرز مفاتيح اللعب الهجومي للميرينغي، حيث صنع هدفين في آخر مباراتين، لكن نقاط ضعفه الدفاعية واضحة، ما يفرض على فالفيردي أن يتحرك باستمرار لتغطية المساحات التي يتركها أرنولد عند تقدمه.
وكما حدث أمام بوروسيا دورتموند، يعتمد ألونسو على خطة مرنة، يتحول خلالها فالفيردي إلى ظهير خامس تقريبًا، بينما يدخل أرنولد إلى عمق الدفاع، لتأمين الجبهة اليمنى في الحالة الدفاعية.
🔥 معركة رباعية: أرنولد وفالفيردي ضد كفارا ونونو
لكن التحدي الأبرز لريال مدريد سيكون مواجهة الثنائي الباريسي الفتاك: خفيتشا كفاراتسخيليا ونونو مينديز. الأول يُعدّ من أخطر الأجنحة في أوروبا حاليًا، بفضل سرعته ومهاراته العالية، بينما يُصنف الثاني كأحد أفضل الأظهرة في القارة.
من المستبعد أن ينجح أرنولد في كبح جماح كفارا بمفرده، لذا سيجد فالفيردي نفسه في معركة مزدوجة لحماية الجبهة اليمنى، حيث سيضطر إلى تقديم تغطية دائمة، مع الانخراط أحيانًا كظهير رسمي.
وبحسب تقرير لـ”The Athletic”، فإن فالفيردي بات يتقن هذه الأدوار الدفاعية، بعدما سبق له مساندة زميله داني كارفاخال في السنوات الماضية، لكنه اليوم يتحمّل مسؤولية أكبر، خصوصًا بعد تراجع المردود الدفاعي لأرنولد.
⚠️ فخ إنريكي.. لعبة ذكية تستدرج دفاع الريال
المعضلة لا تتوقف عند قوة الجناح الباريسي، بل تمتد إلى ذكاء المدرب لويس إنريكي، الذي يُجيد نصب الفخاخ الدفاعية، وأبرزها استدراج الخط الخلفي للخصم إلى جهة معينة، عبر التمريرات القصيرة والتدوير الكثيف للكرة، ثم مفاجأته بتحويل مفاجئ وسريع نحو الجهة المقابلة.
يستخدم إنريكي هذا الأسلوب لاستنزاف التغطية الدفاعية وخلق مواقف انفرادية قاتلة. وفي ظل اعتماد الريال على تغطية كثيفة من فالفيردي وأرنولد لجبهة كفارا، قد يُفاجأ الفريق بتمريرة طويلة نحو الجهة العكسية، حيث يكون نونو مينديز أو لاعب آخر في وضعية تهديفية مريحة.
كما يُعوّل سان جيرمان كثيرًا على الدولي المغربي أشرف حكيمي في الطرف الأيمن، ما يمنح الفريق مرونة تكتيكية عالية وقدرة على التنقل السريع بالكرة بين الأطراف، وهو سلاح فتاك أمام دفاعات لم تستعد جيدًا لهذا النوع من التحولات.
🔚 معركة حاسمة.. بين الصلابة والانفجار الهجومي
المواجهة بين ريال مدريد وباريس سان جيرمان تُختزل في عنوان: “الهجوم الفتاك ضد الدفاع الذكي”. وإذا كان النادي الفرنسي يُراهن على قوته الهجومية وتمركزه المتقن في الثلث الأخير، فإن ريال مدريد يُعوّل على ذكاء فالفيردي ومرونة أرنولد التكتيكية لعبور أصعب اختبار في طريقه نحو اللقب العالمي.
لكن الحقيقة تفرض سؤالاً مفتوحًا: هل تكفي المرونة التكتيكية لإيقاف أقوى هجوم في أوروبا؟ الجواب يتحدد مساء الأربعاء، في واحدة من أكثر مباريات مونديال الأندية إثارةً وترقبًا.
التعاليق (0)