قبيل مواجهة المغرب والإمارات في نصف نهائي كأس العرب قطر 2025، عاد الجدل حول أثر لعب المنتخب الإماراتي 120 دقيقة أمام الجزائر، ومدى تأثير ذلك على جاهزيته البدنية أمام أسود الأطلس.
ورغم أن هذا العامل يُطرح دائماً في البطولات المجمّعة، إلا أن الواقع الفني والبدني يكشف أن الأمر ليس محدداً حاسماً كما يبدو للوهلة الأولى.
أمثلة قوية تؤكد أن 120 دقيقة ليست عاملاً فاصلاً
تجربة مصر في كأس إفريقيا 2021
لعب المنتخب المصري 120 دقيقة أمام كوت ديفوار، ثم دخل بعد أيام قليلة مباشرةً في مباراة قوية ضد المغرب، واستطاع الإطاحة به والتأهل. هذا المثال يوضح أن الاستهلاك البدني لا يعني بالضرورة التفوق أو الانهيار في المباراة التي تليه.
منتخب المغرب في كأس العالم 2022
واجه المنتخب المغربي إسبانيا في مباراة امتدت لـ120 دقيقة، ثم قدم أداءً هائلاً ضد البرتغال وحقق فوزاً تاريخياً. النموذجان (مصر والمغرب) يثبتان أن الإرهاق ليس محدداً مطلقاً.
لماذا لم يعد إرهاق 120 دقيقة عاملاً حاسماً اليوم؟
1. تطور وسائل الاستشفاء والاسترجاع البدني
في كرة القدم الحديثة، أصبح الاستشفاء علماً قائماً بذاته. بين غرف الثلج، السونا، المعالجة الفيزيائية، التغذية الدقيقة، وتحليل الحمل البدني… أصبح الفرق قادراً على استرجاع جزء كبير من طراوته البدنية خلال 48 ساعة فقط.
2. ضيق الوقت يقلل من العمل التكتيكي التطبيقي
في البطولات المجمعة، وخاصة في الأدوار المتقدمة، يقل الحجم التطبيقي للعمل التكتيكي لصالح التعليمات النظرية والفيديو. ما يعني أن الإرهاق لا يؤثر كثيراً في “جودة التحضير الفني”.
3. اختلاف قدرة الاسترجاع من لاعب لآخر
ليست هناك قاعدة ثابتة. هناك لاعب يسترجع بسرعة، وآخر يحتاج وقتاً أطول. لكن ما حصل للإمارات أن ثلاثة لاعبين ظهرت عليهم علامات إجهاد في الأشواط الإضافية، وهو مؤشر يمنح المنتخب المغربي هامشاً معيناً، لكنه لا يرقى ليكون ضمانة أو عاملاً فاصلاً.
معطى مهم: غياب ماركوس ميلوني
سيغيب الظهير الأيمن ماركوس ميلوني عن نصف النهائي بسبب جمعه إنذارين.
غيابه مؤثر لأن اللاعب يشغل أيضاً دور لاعب الوسط في أسلوب الإمارات، ما يجعل الجانب الأيمن أقل مرونة تكتيكياً.
التقييم العام قبل مواجهة المغرب والإمارات
الحديث عن “120 دقيقة” عامل مبالغ فيه إذا تم التعامل معه كسبب مباشر في ترجيح الكفة.
الواقع يؤكد:
- المغرب يدخل المباراة بعمق بدني جيد.
- الإمارات تملك روحاً قتالية عالية رغم الإرهاق النسبي.
- التكتيك سيعتمد على القراءة الذهنية وتدبير المساحات أكثر من الجاهزية البدنية المطلقة.
- الفوارق الصغيرة هي التي ستحدد مصير المواجهة.
الخلاصة أن لعب الإمارات 120 دقيقة لا ينبغي أن يكون معياراً حاسماً في قراءة المباراة، بل مجرد تفصيل ضمن سياق أكبر يشمل الجاهزية الذهنية، والتحضير التكتيكي، وطريقة تدبير المدربين للمقابلة. المباراة ستُحسم على أرض الملعب، وليس في الأرقام أو التفاصيل المسبقة.
الجدير بالذكر أن المواجهة سيحتضنها ملعب خليقة الدولي يوم الاثنين القادم 15 دجنير الجاري، ابتداء من الساعة الثالثة والنصف بتوقيت المغرب.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)