لم يكن المشهد عابراً في الخرجة الإعلامية الأخيرة سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا. فالرجل، الذي يُعتبر أحد أقوى الداعمين لجبهة البوليساريو الانفصالية، وجد نفسه أمام حقيقة لم يعد بالإمكان الالتفاف عليها: مجلس الأمن أيد بقوة مبادرة الحكم الذاتي المغربية واعتبرها الحل الواقعي الوحيد في ملف الصحراء.
هذا التصريح لم يكن مجرد كلام عابر، بل سقوط مدوٍّ لآخر الأعمدة التي كانت تستند إليها الدعاية الانفصالية منذ عقود.
ليس مجرد تصريح… بل انهيار خطاب كامل
طوال سنوات، ظلت بريتوريا والجزائر تعيدان نفس الأسطوانة: “الاستفتاء”. هذه الفكرة التي دفنها مجلس الأمن منذ أكثر من 20 سنة، كانت بمثابة السلاح الدعائي الوحيد الذي تستعمله الجزائر لتبرير تمويلها وتوجيهها لجبهة البوليساريو.
اليوم، يأتي الاعتراف من قلب المعسكر الذي سهر على حماية هذا الوهم ليقول للعالم: الاستفتاء انتهى… والمبادرة المغربية هي الحل.
إنها صفعة سياسية وقانونية، لأنها تكشف أن من كان يهاجم المغرب يعرف الحقيقة منذ البداية، لكنه كان يناور لأهداف سياسية إقليمية لا علاقة لها بحق الشعوب أو القانون الدولي.
سقوط آخر أوراق المحور الجزائري–الجنوب إفريقي
لماذا يُعد تصريح رامافوزا بهذه الخطورة؟
لأن جنوب إفريقيا كانت آخر حصن تروج لخطاب يتناقض مع قرارات مجلس الأمن. الجزائر فقدت تأثيرها في إفريقيا، لكن بريتوريا ظلت تسوّق نفسها كقوة إقليمية يمكن أن توازن المغرب في ملف الصحراء.
اليوم، ومع هذا الاعتراف العلني:
- سقطت ورقة “الاستفتاء” نهائياً.
- انتهى التحالف الدعائي بين الجزائر وجنوب إفريقيا.
- أصبح الحكم الذاتي الخيار الوحيد المطروح دولياً.
وهكذا، تغيّر ميزان القوة: لم يعد دعم الانفصال “موقفاً سيادياً”، بل خروجاً عن الشرعية الدولية.
المغرب يربح معركة الشرعية… والواقع يفرض نفسه
ما قاله رامافوزا ليس “لطفاً” ولا “مجاملة دبلوماسية”. إنه اعتراف متأخر بانتصار مغربي تحقق بصبر وبناء وديبلوماسية ذكية وبين استثمارات استراتيجية، تنمية النموذج الصحراوي، والتحالفات الدولية، لم يترك المغرب فراغاً. فرض نفسه كقوة فاعلة، وليس طرفاً ينتظر الحلول من الخارج.
نتيجة ذلك، القوى الدولية أصبحت تتبنى الرؤية المغربية و الدول الإفريقية تتراجع عن الأطروحة الانفصالية وخطاب الجزائر أصبح خارج التاريخ الدبلوماسي.
زمن المناورات انتهى
تصريح رامافوزا ليس نهاية معركة، بل بداية مرحلة جديدة: المرحلة التي يصبح فيها الحكم الذاتي واقعاً لا نقاش حوله، ويصبح الانفصال مجرد ذكرى من الماضي.
المغرب لم يدافع فقط عن وحدته الترابية… بل صنع نموذجاً في الدبلوماسية الواقعية التي لا تهزم.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)